اقسام المستحيلات في الدين الاسلامي
جدول المحتوى
ما هي اقسام المستحيلات في الدين الاسلامي :
المستحيلات قسمان :
1- مستحيلات عادية :
1- تحميلها العادة فقط ولكن يجوز العقل حصولها ووقوعها.
۲ – مستحيلات عقلية :
المستحيلات يحيلها العقل وتحيلها العادة من باب أولى .
فإلى أي القبيلين تنتسب المعجزات ؟ إنها تنتسب إلى النوع الأول، أي أن المعجزة وإن كانت مستحيلة وبعيدة على مستوى العادة إلا أنها تدخل في قسم
الممكنات التي لا يرى العقل بأسا في تصور حدوثها والذين ينكرون المعجزات ويقولون إنها مستحيلات عقلية يغفلون عن طبيعة المعجزة ، ويخلطون بين الاستحالة العادية التي يمكن أن تتخلف
والاستحالة العقلية التي لا يمكن أن تخلف بحال من الأحوال.
في هذا الإطار جاءت خوارق العادات على يد الأنبياء معجزات وبراهين على صدف النبي في دعواه النبوة. وكانت كل معجزة من جنس ما برع فيه القوم الذين أرسل إليهم النبي
فكانت معجزة موسى – عليه السلام – مناسبة لما غلب على قومه وبرعوا فيه وهو السحر ، فأبطل موسى بآياته سحرهم ولم يستطيعوا أن يعارضوه في شيء مما جاءهم به وهم الخبراء المتخصصون في هذا الفن
وكانت النتيجة أن سارع كبار السحرة إلى التصديق بنبوة موسى عليه السلام، والإيمان بما جاء به، وكذلك لما بعث الله عيسى عليه السلام في مجتمع ظهرت فيه العلل
وبرع أهله في مهنة الطب جاءهم بمعجزة من جنس ما برعوا فيه فأحيا الموتی وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت الله به الحجة على قومه
ونستطيع أن نقول جميع معجزات الأنبياء السائقين على سيدنا محمد م وعليهم أجمعين کانت :
1- معجزات حسية:
كالعصا والآيات التسع بالنسبة لموسى عليه السلام و كإحياء
الموتى وإبراء الأكمه بالنسبة لعيسى عليه السلام
۲- معجزات محصورة في أماكن معينة وأزمان معينة أيضا، لأن رسالات الأنبياء
السابقين لما كانت رسالات خاصة بشعب معين، ولها أجل محدود جاءت معجزاتهم حسية تتناسب مع محدودية الرسالات التي كلفوا بها .
معجزة النبي
ولما كانت رسالته له رسالة عامة للناس جميعا ، و كانت رسالة خاتمة وباقية بقاء النوع الإنساني، كانت معجزته الأولى معجزة عقلية، أي معجزة لها طبيعة :
العموم والاستمرار، حتى يمكن أن تظل برهانا مستمرا على رسالته ة وعلى عموم رسالته واستمرارها كذلك ، وهذه المعجزة العقلية هي «القرآن الكريم.
ووجه الإعجاز في القرآن يمكن أن نلخصه في ثلاثة أمور:
الأول : أنه بلغ في روعة البيان وجمال القول ودقته مستوی سجد له أئمة الفصاحة والبلاغة من قريش
ومن غير المؤمنين به والمتبعين له. وقد أحسوا هم أنفسهم بأن الكلام الذي يتلوه النبي على مسامعهم لايتشابه مع ما ألفوه من أساليب البيان لا في قليل ولا كثير
واعترفوا بأنه من مستوى آخر يعلو فوق مستری کلام الإنس والجن – وقد تحداهم القرآن بأن يأتوا بمثله أو بمثل سورة واحدة منه : هو قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ع الإسراء .
أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر شور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) هود
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله إن كنتم صادقين البقرة .
وكان هذا التحدي يقرع مسامعهم ليل نهار ويستفز فصحاءهم وبلغاءهم . لكنهم لم يجيبوا على هذا التحدي إلا بمزيد من العجز والاستسلام وهم أحرص الناس على مجابهة التحدي بتحد أعنف وأشد
وهم أحرص الناس أيضا على الكيد محمد وتدمير رسالته وتحطيمها من الجذور.
الثاني : أن القرآن أخبر عن أمور غيبية لم تكن حدثت وقت إخبار النبي بها
المستحيلات ثم حدثت بعد ذلك وعلى الوجه الذي حدده القرآن الكريم، وكذلك أخبر القرآن بمعلومات – لم تكن معروفة – ولم يكن النبي ة قبل أن ينزل عليه الوحي بهذه الأخبار
يعرف شيئا عن تاريخ الأمم، فقد كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وكانت بيئته العربية بيئة وثنية – لا تعرف شيئا من كل ذلك . وكان علماء اليهود والنصارى يتحدونه له بأسئلة تتعلق بتاريخهم وتراثهم وكان يجيبهم في ثقة المطلع على حقائق الأمور، على كل ما يسألونه
وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ( ولكنا أنشأنا قرونا تطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين
( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون القصص
الثالث : ما تضمنه القرآن من تشريعات اجتماعية ومن قيم ومفاهيم عن الإنسان والكون
والعلاقات الاجتماعية، لم تعرف البشرية حتى الآن مثيلا لها في دقتها وشمولها وعدلها وإنصافها.
قد يهمك ايضاً :