دور الايمان بالبعث في حياة المسلم
جدول المحتوى
دور الايمان بالبعث في حياة المسلم
الايمان بالبعث ، إن للإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال في الدار الآخرة الآثار العظيمة منها:
۱- هدوء النفسمن واستقرار البال :
إن للإيمان بالبعث بعد الموت يخل كبير في هدوء بال المسلم واستقرار نفسه، واطمئنان قلبه، ذلك لأنه
يعمل الغاية واضحة. وهدف محدد وبعلم مصيره.
٢- الصبر على الشديد:
الدنيا دار بلاء ومحنة طبعت على كدر، وقلما يسلم الإنسان من ظلم أخيه الإنسان، والإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال هو الزاد الذي يجعل المسلم صابرا على شدائد الدنيا
وإن أصابه بلاء أو ظلم أو فاته شيء من متاع الحياة الدنيا فإنه يوقن أنه سيعوض عنه يوم القيامة فضلا من الله ورحمة.
٣- تقويم النفس وتهذيب السلوك
الإنسان بطبيعته يحب التحرر من القيود لأن ذلك يحقق له اللذة والمتعة والسعادة العاجلة كما يظن، وينقل الإنسان عن ما ينشأ عن التحرر من شقاء يعود عليه – إما عاجلا أو آجلا – وعلى الآخرين في الدنيا فضلا عما ينتظره في الدار الآخرة.
لقد شقت البشرية شقاء لا حد له نتيجة للتحرر من القيم والمبادئ الفطرية الإنسانية، فما الذي ترتب على إباحة الشذوذ الجنسي – وهو مخالف للفطرة – من أمراض عجز الطب الحديث عن علاجها
وكم من الملايين من البشر يموتون كل عام بسبب هذا المرض – فقدان المناعة – بعد أن يعيش الإنسان منهم . سنوات يصارع الموت؟
و كم يكلف علاجه الذي لايأتي بأي نتائج؟! ومع ذلك كله فالشذوذ تبيحه بعض الدول ولا يجرم باعتباره حرية شخصية، بل ويدعي إليه تحت مظلات متعددة من منظمات دولية ويريدون إيقاع المسلمين في هذه الجريمة.
وهذا ما حذر القرآن الكريم منه مبينة الهدف الذي يعمل له الكافرون والفسقة وهو أن يسقطوا المسلمين في مستنقع النيلة الذي سقطوا فيه، بل يريدون للمسلمين سقوطأ لشد؛ تمهيدا لردتهم
ولتتساوی الرؤوس وحتى لا يتميز عليهم المسلمون.
قال الله تعالى:
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)
الايمان بالبعث وما الذي ترتب على باحة الربا من ظلم لا يوصف للفقراء فازدادوا فقرأ على فقرهم، وكان من حقهم أن يساعدواء إلى غير ذلك مما فعله المتحررون الداعون إلى التحرر من جرائم شقت الإنسانية بسببها.
فإذا علم الإنسان أنه سيحاسب على أقواله وأفعاله، فلابد أن يضبط تصرفاته وفق المنهج الذي سيحاسب إليه، لهذا كان الإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء في الدار الآخرة دخل كبير في تقويم النفس وتهذيب السلوك.
عن معاذ بن جبل عنه أنه قال :
يا رسول الله أوصيني، قال: احفظ عليك لسانك، فأعاد عليه، فقال: تلك أمك يا معا، هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، هذا لفظ الحديث ومعناه
4- تأمين الإنسان من ظلم أخيه الإنسان :
النفس البشرية طبعت على حب الدنيا ومتاعها، ولا صبر للإنسان على ذلك بطبعه البشري، وقد يعز على الإنسان الوصول إلى ما يريد ويتمنى من الطرق المشروعة
وفي نفس الوقت يرى أن سلوك الطرق المحرمة يحقق له الثراء العاجل الذي يحقق له ما يريد ويتمني بغض النظر عما ينشأ عن ذلك من إضرار بالأخرين، حتى ولو بلغ حد الاستيلاء على أموالهم وسفك دمائهم
فمن الذي يمنع الإنسان الذي يملك الأسباب ، التي تحقق له ما يريد من الوصول إلى غايته ومراده إن لم يكن يؤمن بالبعث والجزاء على الأعمال؟ لن يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك
وعلى قدر ما يملك من قوة سيكون ظلمه وإفساده واعتداؤه، وهو إذا يفعل ذلك لا يحقق لنفسه مصلحة ضرورية، بل صار جمع المال والظلم عنده شهوة لا يستطيع التخلص منها.
و على قدر إيمان المسلم بالبعث بعد الموت تكون استقامته في الدنيا وسلامة الخلق جميعا من شره وأذاه، فليس للمسلم الخائف من ربه الذي يرجو ثوابه ويخشى عقابه شر على أحد على الإطلاق.
لقد توعد القرآن الكريم الظالمين الذين يطففون الكيل والميزان بالعذاب الأليم مبينا أنهم ما فعلوا ذلك إلا لنسيانهم يوم الحساب
قال الله تعالى:
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39)
وقد بين القرآن الكريم في أول سورة نزلت أن الاستغناء يصحبه الطغيان عادة مالم يصحب الاستغناء إيمان بالله تعالى واليوم الآخر، فلو كان الطاغية الظالم يؤمن بالله تعالى واليوم الآخر لمنعه ذلك من الظلم والطغيان.
وقد استعاذ نبي الله موسى عليه السلام من كل متكبر لا يؤمن بالجزاء على الأعمال في الدار الآخرة؛ وذلك لأن الذي لا يؤمن بيوم الحساب سيظلم على قدر ما أوتي من وسائل الظلم بالمال أو بالسلطان أو الجاه أو غير ذلك
إنه سيحول نعم الله تعالى إلى وسائل الإذلال الناس فلا يوجد ما يردعه ويمنعه من الظلم.
لذلك وجدنا النبي لا يزبط إمساك الشر عن الخلق بالإيمان بالله تعالي والبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال.
قد يهمك ايضاً :