غزوة تبوك الجزء الاول
غزوة تبوك ، مهب الرومية البشر والكيد للإسلام، وكانوا يتابعون أنباءه، ويتعرفون أخباره، يتمنون أن تدور الايام عليه فيستريحون من عبء غيظهم منه وحنقهم عليه
ولكن الله خيب ظنهم ورد كيدهم في نحورهم، فكان الإسلام يحقق النصر ، ويمكن له في الأرض، ويدخل فيه الناس أفواجا، ويباعد الله بذلك بين الروم وبين ما يأملون !.
لذلك لم يكن أمامهم إلا أن يعدوا العدة لضرب الإسلام ضربة تجهز على آماله في الانتشار في شمال شبه الجزيرة ومنعه من الوصول إلى العرب الخاضعين لنفوذهم هناك
موقف النبي
وسرعان ما علم النبي بذلك ، فقرر على الفور مواجهة العدوان والمعتدين ، فأمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان من عسرة الناس ، وشدة الحر ، وجذب البلاد ، وحين أوشكت الثمار أن تنضج والقوم يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الخروج للغزو في ظل هذه الظروف
ولغزو من يخرجون ؟ لغزو بني الأصفر (الروم) أولى السلطان والقوة وأصحاب الهيبة والعدد والعدة !!
لكن التحدى كان صارخا ومثيرة، ولا خيار أمام المسلمين.
اعداد الجيش
وكان إعداد جيش تبوك أو جیش العسرة – لما كان يومئذ من الجدب والفقر – مناسبة طيبة كشفت فيها النفوس عن خباياها ،
وأعلنت عن حقيقتها بصورة عملية، فعندما دعا النبي الأغنياء للمشاركة في تجهيز هذا الجيش، ضرب عثمان بن عفان المثل في الإنفاق والبذل
حتى قال الرسول : «اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض، وأما الفقراء الذين لا يملكون إلا أنفسهم فباعوها لله
لكنهم حين سألوا النبي أن يحملهم إلى الميدان فقال لهم : لا أجد ما أحملكم عليه ! تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون !!
ومن الناس من اختلق أعذار كاذبة للقعود، كما فعل الجد بن قيس إذ قال للنبی: ائذن لي ولا تفتني ، فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل بأشد عجبأ بالنساء مني
وإني أخشى أن رأيت نساء بنی الأصفر ألا أصبر ! فأعرض عنه النبي، فنزلت فيه الآية : وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) التوبة .
موقف المنافقين
غزوة تبوك ، وحاول المنافقون وبعض يهود أن يثبطوا همة المسلمين كيلا يخرجوا، فقالوا بعضهم لبعض وهم يسمعون المؤمنين : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) التوبة
وكان ناس من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودى يثبطون الناس عن الخروج مع النبي ، فبعث إليهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه فحرقوا عليهم البيت ، وقد أفلتوا من الموت.
قد يهمك ايضاً :