محمد في رعي الغنم و يتاجر مع خديجة
محمد في رعي الغنم ، عاد محمد مع عمه من رحلته تلك ، ولما كانت الرحلة غير ناجحة تجارية ولما كان محمد يعلم حقيقة أحوال عمه المالية.
لم يشأ أن يكون عبئا ثقيلا عليه وكره أن يكون عالة، وأراد أن يكون له عمل يحسم منه قوته ويعول نفسه، ويساعد عمه إن أمكن.
ولكن أي عمل يستطيعه هذا الصبي إن مثله لا يلائمه إلا رعى الغنم ليكن ذلك فما في ذلك من عيب فرعى الغنم حرفة الأنبياء المفضلة
ولذلك كان النبي صل الله عليه وسلم يقول : اما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم . بعث موسى وهو راعي غنم وبعث داود وهو راعي غنم وبعثت أنا و كنت أرعى غنم أهلي بأجياد».
ان كان عليه الصلاة والسلام يرعى الغنم لأهله ولبعض أهل مكة بالأجر ، ولعل في هذا السلوك النبوى الكريم درس لكل مسلم في أن يحاول كسب رزقه بيده ولا يأنف من أي عمل لأن خير الطعام وأفضله ما كان من كسب اليد.
لماذا رعي الغنم ؟
و استمر مخمد صل الله عليه وسلم يرعى الغنم، ولعل من المفيد أن نقف لحظة عند هذه الحرفة التي كان يحترمها الأنبياء وهي رعي الغنم، فلماذا رعى الغنم بالذات ؟
لعل في ذلك ما يدفع إلى حياة التأمل والتفكير في الكون وخالقه ومدبر شؤونه، فرعى الغنم في الصحراء الطليقة يفتح أمام الإنسان آفاقا واسعة للتفكير في ما هو الكون ؟
ما هي القوة الجبارة التي أبدعت هذا الكون ؟ والتي ترعاه وتدبر شؤونه.
كل هذه معان لابد أن تجول في ذهن راعي الغنم، خصوصا إذا كان من هذا الطراز من الرجال الذين أعدهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم لهداية البشرية ورعايتها وإخراجها من الظلمات إلى النور
وفضلا عن ذلك فرعى الغنم فيه تدريب على فن القيادة والصبر على معاناتها ومشاكلها وتحمل تبعاتها.
استمر محمد يرعى الغنم حتی اشتد عوده وأصبح شابا يفيض حيوية ونشاطأ وأصبح مؤهلا لأن يزاول عملا آخر يدر عليه دخلا أكبر فانتقل إلى العمل في التجارة .
محمد في تجارة خديجة
ظل محمد عليه يزاول حرفة رعى الغنم إلى أن أصبح شابا وأصبحت حرفة رعي الغنم لا تناسبه، وأصبح في إمكانه أن يزاول عملا آخر يليق بالرجال وفي الوقت نفسه يكون مصدر دخل أكبر مما تدره حرفة رعى الغنم
دخلا يساعده في إعالة نفسه، خصوصا وأن عمه أبا طالب كان في حالة إقلال من المال ويبدو أن أبا طالب نفسه كان شغولا بالتفكير في مستقبل محمد، وفي البحث له عن عمل يناسبه في هذه المرحلة من عمره خصوصا وأنه أصبح رجلا ولابد له أن يتزوج ويكون أسرة ويعتمد على نفسه.
ومما يدل على صحة هذا التصور ما روى أن أبا طالب نفسه خاطب محمد، قائلا: «يا ابن أخي أنا رجل لا مال لى، وقد اشتد الزمان علينا، وقد بلغني أن خديجة بنت خويلد استأجرت فلانة ببكرين، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك أن أكلمها ؟
قال محمد : ما أحببت يا عمى. وفي هذا الحوار القصير الذي جرى بين محمد وعمه ما يكشف عن الظروف المالية الصعبة التي كان يعانيها أبو طالب .
قد يهمك ايضاً :