استشارة النبي لاصحابه في حديث الافك ( الجزء الثاني )
جدول المحتوى
تكملة القصة
استشارة النبي ، ثم قدمنا المدينة، فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة، ولا يبلغنى من ذلك شئ، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله ، وإلى أبوي
ولا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرة إلا أني قد أنكرت من رسول الله بعض لطفه بی، کنت إذا اشتكيت رحمنی، ولطف بی، فلم يفعل ذلك بي في شكواى تلك فانكرت ذلك منه
كان إذا دخل على وعندي أمي تمرضني قال : كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك قالت: حتي وجدت في نفسي (غضب)، فقلت يا رسول الله – حين رأيت ما رأيت من جفائه لی – لو أذنت لي، فانتقلت إلى أمي فمرضتني؟
قال : لا عليك. قالت : فانتقلت إلى أمي ولا علم لي بشئ مما كان حتى نقمت من رجعی به بضع وعشرين ليلة.
وكنا قوما عربا ، لانتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم، نعافها ونكرمها ، أنما كنا نذهب في فسح المدينة، وكانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت اليه لبعض حاجتی ومعي أم مسطح – وهي ابنة خالة أبي بكر –
ام مسطح تخبر عائشة بحديث الافك
فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت : تعس مسطح ! فقلت : بئس – لعمر الله – ما قلت لرجل من المهاجرين شهد بدرا ! قالت : أو ما بلغك الخبر يا بنت ابي بكر
قلت : وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول الإفك قلت : أو قد كان هذا ؟ قالت : نعم والله لقد كان !!.
عن عائشة: فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتی، ورجعت ، فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن صدع كبدي.
وقلت لأمي: يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا؟
قالت: أي بنية، خفضي عليك الشان، فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن وكثر الناس عليها.
استشارة النبي لاصحابه
قالت : وقد قام رسول الله – في الناس – يخطبهم ولا أعلم بذلك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق !؟
والله ما علمت عليهم إلا خيرا ، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا وما يدخل بيت من بيوتي إلا وهو معي !
قالت : وكان كبر ذلك (إثمه ومعظمه) عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح و حمنة بنت جحش.
وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله ، ولم تكن امرأة من نسائه تناصبني في المنزلة عنده غيرها
فاما زینب فعصمها الله تعالى بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة فاشاعت، تضادنى لأختها، فشقيت بذلك.
فلما قال رسول الله تلك المقالة، قال أسيد بن حضير : یا رسول الله إن يكونوا من الأوس تگفیگهم
وإن يكونوا من الخزرج فمرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم، فقام سعد بن عبادة – وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا –
فقال: كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم ، إنك ما قلت هذه المقالة إلا وقد عرفت انهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا،
فقال أسيد: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين
استشارة النبي لعلي بن ابي طالب و اسامه بن زيد
وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين شر ونزل رسول الله فدخل على، ودعا علی بن أبی طالب واسامة بن زيد ، فاستشارهما
فأما أسامة فاثنی علی خیراً ثم قال : يا رسول الله أهلك ولا نعلم منهم الا خيرا وهذا الكذب والباطل
وأما على فقال : يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف ، وسل الجارية فإنها تصدقك.
فدعا رسول الله بريرة ليسالها، فقام إليها على فضربها ضربا شديدا وهو يقول : أصدقی رسول الله
فتقول: والله ما أعلم إلا خيرا وما كنت أعيب علی عائشة شيئا إلا اني كنت أعجن عجينی، فأمرها أن تحفظه فتنام عنه، فتأتي الشاة فتاكله.
قد يهمك ايضاً :