الادلة على البعث من القران والسنة
جدول المحتوى
الادلة على البعث
الادلة على البعث ، لقد ساق القرآن الكريم والسنة المطهرة الأدلة الكثيرة على إمكان البعث وأنه واقع لا محالة.
فبدأت سورة الحج بالحديث عن يوم القيامة وأنه ات لا ريب فيه محذرة من هوله وشدته وأن ما يقع فيه من أهوال فوق تصور العقول وتخيلها لدرجة أن الإنسان يذهل عما لا يذهل عنه فتذهل المرضعة عمن أرضعته
ولو تخيل امرأة حامل لسقط جنينها من بطنها دون أن تشعر من شدة الهول، وأحوال الناس مضطربة كأن عقولهم غائبة ولم يتعاطوا ما يذهب بعقولهم وذلك من شدة الهول والفزع.
قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)
الدليل الأول :
قياس . إعادة الإنسان بعد الفناء على بدء الإنسان من العدم: قاس القرآن الكريم الإعادة بعد الفناء على بدء الإنسان من العدم، فمن خلق من العلم المحض قادر على الإعادة بعد الفناء مهما تحول بيان الانسان
قال الله تعالى :
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)
بل إن الإعادة في غرف العقلاء أهون وأسهل من البدء على فرض أن هناك بالنسبة الله تعالى سهل وأسهل أو هين وأهون، وهذا الفرض إنما هو بالنسبة لغير الله تعالى
أما الله عز وجل فليس بالنسبة له شيء سهل وآخر أسهل؛ وذلك لأن الله تعالى لا يعالج الأشياء كخلقه وإنما يوجد الشيء وإن عظم. أو صغر بقوله ” كن فيكون الشيء على مراده يوجد الشيء
قال الله تعالى :
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82)
الادلة على البعث وهذا الجليل لا يجادل ولا يماري فيه إنسان عاقل متجرد من الهوى والموروثات العقدية التي ورثها من بيئته؛ لأن من خلق من العلم قادر على الإعادة بعد الفناء مهما تحول الإنسان
هو أعقد من عناصره الأساسية، وقد رد الله تعالى على من أنكر البعث .
الاستبعاده أن يعيد الله تعالى الأجسام بعد أن تحللت وصارت عظاما وترابا بأن الذي خلقها من العدم قادر على أن يعيده بعد الغذاء وبين تحول الإنسان إلى ما هو أعقد من عناصره التي خلق منها بل لو تحول إلى حجارة أو حديد
فالذي خلقه من لا شيء قادر على أن يعيده هدنة ثانية.
قال تعالى :
۞ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا (51)
الدليل الثاني :
الادلة على البعث قياس إعادة الإنسان بعد الفناء على إحياء الأرب بالمطر: قاس القرآن الكريم إعادة الإنسان بعد الفناء على إحياء الأرض بالمطر،
وهذا أمر مشاهد يراه الإنسان بعيني رأسه، نرى الأرض نبت فيها فينزل عليها المطر فتحيا به فينبت على إثر ذلك النبات تعددت ألوانه وروائحه وطعومه.
كما قال الله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
الدليل الثالث :
التنبيه بالأعلى على الأدني : مما هو مسلم بداهة أن الذي يقوى على خلق الأعظم يقوى على خلق ما هو دونه، فالذي خلق السماوات والأرض وما فيهما
وهما أكبر من خلق الإنسان وإعادته بلا شك – قادر على أن يعيد الإنسان مرة ثانية ويحاسبه على عمله.
قال الله تعالى:
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)
الدليل الرابع :
إخراج الشيء من ضده : قدرة الله تعلی صالحة لإيجاد كل مسكن وإعدامه، بل إن القرة صالحة لإخراج الشيء من ضده ، فالشجر الأخضر يخرج الله منه النار مع أن به كمية كبيرة من الماء والماء ضد النار.
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)
قال الله تعالى :
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)
الدليل الخامس :
لو كانت الحياة تنتهي بالموت لكان إرسال الرسل عبثا وإنزال الكتب لهوا وهذا أمر نزه الله تعالی نفسه عنه
قال الله تعالی :
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)
يسلم بعضهم من بعض فظلم بعضهم بعضا، وتفاوت الظلم، فمن الناس من أفسد العباد وخرب البلاد وقتل وأباد العباد وأهاك الحرث والنسل
ويستحيل أن تنتهي الحياة بالموت ولا يكون هناك يوم يحاسب الله فيه خلقه ليأخذ المحسن جزاء إحسانه والمسيء جزاء إساعته ويأخذ المظلوم حقه ممن ظلمه، وهذا هو العدل الذي قامت به السماوات والأرض.
قد يهمك ايضاً: