غسل القدمين و الترتيب … الخامس والسادس من فرائض الوضوء
جدول المحتوى
5 – الفرض الخامس : من فرائض الوضوء : غسل الرجلين إلى الكعبين .
غسل الرجلين إلى الكعبين من فرائض الوضوء عند الجمهور ، ورأى نفر قليل من أهل العلم إلى أن فرض الرجلين في الوضوء للمسح وليس الغسل
اعتمادا على قراءة المجر في قوله تعالى : ” وأرجلكم ” لكن الراجح ما رآه الجمهور من أن الغرض في الرجلين الغل للأيلة الآتية :
1- عبد الله بن زيد ، وعثمان بن عفان حكيا وضوء الرسول فقالا : فغسل قدميه ”
۲- ومثل ذلك في رواية أخرى عن سيدنا عثمان قال: ” ثم غسل رجليه ثلاثا
3 – وفي رواية ثالثة : ” ثم غسيل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثا، ثلاثا ، ثم غسل اليسرى مثل ذلك
4 – وبالجملة فكل من حكى وضوء الرسول و غير ما سبق کسيدنا علي بن أبي طالب ، والربيع بنت معوذ ، والبراء بن عازب ، وعبد الله بن عمر حكى هؤلاء غسل رجلية في الوضوء
5 – روى مسلم عن عمر – رضي الله عنه – أن رجل توضأ فترك موضع ظفر من قدمه ، فأبصره النبي ؟ فقال : ارجع فأحسن وضوعك ، فرجع فتوضأ ثم صلی
وأما قراءة الجر التي استدل بها من رأى مسح القدمينغا في الوضوء ، فلا تدل عليه ، وإنما جاءت قراءة الجر من باب المجاورة ، ومثل ذلك جاء في غير هذه الآية ، قال الله عز وجل : ” إني أخاف عليكم عذاب يوم اليم ”
جر أليما مع أنه صفة للعذاب المنصوب فكان حقه النصب ، وإنما جر لمجاورته للمجرور وهو ” يوم .
وكما علمنا فإن الفرض في القدمين كما هو الفرض في اليدين أي الغسل ، وتغسل الرجلان إلى الكعبين ، كما قال الله تعالى : ” وأرجلكم إلى الكعبين ”
وهما العظمان البارزات في أسفل الساق من جانبي. القدم، وكما بينا عند غسل اليدين فإن الكعبين يدخلان في الغسل مع القدمين ، وتكون إلى هنا معناها ( مع )
6 – الفرض السادس : من فرائض الوضوء : الترتيب
ومعناه أن يبدأ في غسل أعضاء الوضوء بما بدأ الله بذكره في الآية فيبدأ بغسل وجهه ، ثم يديه إلى المرفقين ، ثم يمسح رأسه ، وأخر يختم بغسل رجليه إلى الكعبين وهذا هو الراجح
ودل على وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء في الغسل ما يلى :
۱- أن الله ذكر في آية الوضوء ممسوحا وهو الرأس بين مغسولين ، وهما : اليدان والرجلان ، ولا يقطع النظير عن نظيره إلا لفائدة ، والفائدة هنا الترتيب ، فإن قيل إن ذلك يدل على استعداب الترتيب
وليس على وجوبه كان الجواب أن الآية لم تنكر إلا لبيان الواجب ، وهذا هو السبب في عدم ذكرها لأية سنة من سنن الوضوء.
۲ – كل من حكى وضوء النبي لا حكاه مرتبا ، وهذا تفسير لما في كتاب الحق سبحانه وتعالى .
3 – توضأ لا مرتبا ، وقال : ” هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به
4 – سئل سيدنا علي بن أبي طالب ، فقيل له : أحدنا يستعجل ، فيغسل شيئا قبل شئ ؟ قال : لا . حتى يكون كما أمر الله
وبناء على ما تقدم فإذا لم يراع الترتيب بأن نكس وضوءه أي بدأ بغسل شئ من أعضاء الوضوء قبل وجهه ، كان غسله لما قبل الوجه أمر باطلا ، واحتسب له حينما يغسل وجهه إذا كانت النية لا تزال موجوده .
س : هل تجب الموالاة في الوضوء عند غسل أعضائه ؟
ج : الراجح وجوب الموالاة في الوضوء عند غسل أعضائه
والموالاة معناها ألا يفصل بين غسل الأعضاء بفاصل طويل لدرجة جفاف العضو السابق المغسول أى أن يغسل العضو اللاجق قبل جفاف السابق في الزمان المعتدل
والهواء المعتدل ، ومزاج الشخص نفسه كذلك وقيل إن معنى الموالاة الواجبة ألا يطول الفاصل بين غسل العضوين طولا يعده العرت كذلك لأن مبالا ضابط له في الشرع ، و في اللغة كان المجكم فيه العرف
ويدل على أن الراجح وجوب الموالاة في الوضوء ما رواه أبو داود عن ابن عمر – رضي الله عنه – أن النبي صلى رأى رجلا
يصلى ، وفي ظهر قدمه لمعه قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره .. تنبي لا أن يعيد الوضوء والصلاة ”
وجه الدلالة :
من الحديث على وجوب الموالاة أنها لو لم تكن واجبة لاقتصر أمر النبي على غسل الجزء فقط الذي لم يصل الماء – ! – ، أما وأنه أمره أن يتوضأ وضوءا كاملا مرة أخرى فدل ذلك على أن الموالاة في الوضوء بين أعضائه واجبة .
۲- تقاس الموالاة في الوضوء على وجوبها بين أفعال الصلاة : كما أن المولاة واجبة بين أفعال الصلاة فكذلك تكون واجبة بين أعضاء الوضوء بجامع أن كلا منهما عبادة يفسدها الحدث .
وكون الآية لم تذكر الموالاة وهي تتحدث عن الوضوء لا ينل و على عدم وجوبها ، لأنها مجملة والنبي .
فسر هذا المجمل ، وين كيفيته عن طريق السنة الفعلية حيث لم يتوضا إلا وهو موال بين أعضاء الوضوء .
وغني عن البيان أن هناك رأيا مرجوحا يرى منية الموالاة في الوضوء ، وليس وجوبها ، واستدلوا بالله مردود عليها كلها ، ليبقى أن تراي اللمفتى به ، والذي بلت عليه سنة الحبيب * أن الموالاة واجبة بين أعضاء الوضوء .
قد يهمك ايضاً :