العقيدة والتوحيد بالله تعالى
السمعيات
العقيدة والتوحيد منهج الاستدلال في السمعيات :
ان العقل البشري يستطيع أن يصل إلى الإيمان بوجود الله تعالى وبصفاته الكمالية إجمالا وأن علماء العقيدة رغم اعتمادهم على دور والفطرة
في تنبيه الإنسان إلى وجود خالقه إلا أنهم أفسحوا مجالأ هامة لدور العقل واستدلالاته وبراهينه في إثبات وجود الصانع، واشتهرت الأدلة العقلية في هذا الباب واختلفت مناهجها
باختلاف مناهج الباحثين من أهل السلف والمتكلمين والفلاسفة .. ورأينا كيف أن قضية وجود الله تعالى قضية سهلة المنال وقريبة المأخذ من حركة العقل في سعيه الدؤوب نحو ربط المسببات بأسبابها الجزئية،
وأن هذا المبدأ البسيط لو طرده العقل في الكون كمعلول ومسبب فإنه سينتهي به حتما إلى ضرورة إثبات وجود صانع لهذا الكون
وتريد أن نسجل هنا أن قضية وجود الله تعالى قضية عقلية في المقام الأول (۹۱) أي ليست قضية يتلقاها المؤمن من الكتاب أو السنة ويقف عقله إزاءها موقف الحياد
فلا يستطيع إثباتها كما لا يستطيع إنكارها . فقد عرفنا – من قبل – أن العقل قادر ومستطيع وحاكم في قضية : الوجود الإلهي
العقيدة
أن قضية وجود الله تعالى قضية تثبت بالدليل العقلي أو هي ثمرة النظر العقلي الذي ينتهي بعد التفكر والتدبر إلى الحكم بضرورة وجود الخالق .
أما السمعيات أو والقضايا السمعية، فلها نهج خاص في إثباتها واعتقادها والإيمان بها .. وقبل أن نعرف منهج الاستدلال في السمعيات
يحسن أن نستعرض بعضا من هذه المعتقدات التي تسمى بهذا الاسم، ومعظمها مما يتعلق باليوم الآخر ومراحله مثل :
البرزخ والقبر
البعث
الميزان
الجنة
النار
الشفاعة
والمسلم مطالب باعتقاد هذه الحقائق والإيمان بها على وجه الإجمال ، ولكن ما هو الطريق الذي يسلكه المسلم للإيمان بهذه الأمور؟ هل هو العقل ؟ أو أمر آخر؟
إن العقل يعجز عجز تاما عن إثبات شئ من هذه الحقائق التي ذكرناها، فلا البرزخ ولا اليوم الآخر – بكل مراحله – قضية عقلية مثل قضية وجود الله تعالى ولا معرفتها مركوزة في فطرة الإنسان ، ولا هي أمور محسوسة تقع عليها الحواس فتادی معرفتها إلى العقل المدرك .
إنها أمور غيبية تقع وراء المعرفة الإنسانية بي وسائلها المعروفة من الحس والعقل والفطرة، وهنا لا يجدي الدليل العقلی ش ه إثبات أي من هذه الحقائق الغيبية
والطريق الوحيد الذي يتلقى منه العقل معلومار يقينية عن هذه الأمور هو : الوحي أو الشرع، بعبارة أخرى ليس الدليل العقلی هر طريق معرفة الإنسان المؤمن لهذه الحقائق، بل طريقه
لذلك هو ما يسمعه من النصوص الشرعية ومن كلام الأنبياء، فسماعه لما يلقي عليه هو دليله الوحيد الذي سمعي وهو خبر النبي فيما يبلغه عن الله تعالى
والإيمان بالسمعيات
العقيدة والتوحيد فرع الإيمان بالله ورسله ؛ لأن التصديق بالله وبرسوله يستلزم التصديق بكل ما يخبر به الرسول ويبلغ به من وحي الله تعالى، فإذا سمعنا من النبي أن هناك ملائكة أو بعثا أوجنا أو جنة أو نار .
فيجب الإيمان به والتصديق بما سمعناه منه، ومن أجل أن الإيمان بهذه الأمور متوقف على سماع كلام الأنبياء سميت القضايا المتعلقة بهذه الأمور : السمعيات .
ولا تظن أن هذه السمعيات إذا كانت تثبت بالدليل السمعي الذي هو الشرع أو النص أو النقل، فإنها تعارض العقل أو تتناقض مع أصول النظر العقلي ومناهجه إذ العقل لا يشعر بأي حرج أو تعارض أو تناقض إذا طلب منه الاعتقاد في حياة تكون بعد الموت
أو الاعتقاد في حساب ومحاكمة وجزاء وثواب وعقاب وجنة ونار .. لأن كل ما نسمعه من الأنبياء في هذا المجال إنما يقع في دائرة الإمكان العقلى، وإذا كان العقل لا يستطيع أن يتوصل إليه منتقلا
فإنه لا يستطيع أيضا أن ينكره أو يعارضه، بل لا يستطيع المنكر للسمعيات أن يقدم دلي عقلان ما أو عدم إمكانها ووقوعها
فالسمعيات أمور ممكنة يقبلها العقار ويصدق بوقوعها إذا أخبره بذلك معهم يستحيل عليه الكذب بتاتا
قد يهمك ايضاً:
- ما هي الفطرة وما هو الدليل عليها من القران
- الرد على مقولة الصدفة في خلق الكون بالادلة القطعية من القران