الفرق بين السنه والعام في القرآن
جدول المحتوى
الإعجاز في القرآن
الفرق بين السنه والعام ، جعل الله -سبحانه وتعالى- لكلّ نبيٍّ من أنبيائه معجزةً يؤيّده بها، تكون خارقةً للعادة إلى أن يصدّق الناس أنّه نبيّ مُرسل من الله سبحانه وتعالى
أتى يبيّن لهم سبيل الاستقامة والتّوحيد، وجعل تلك المعجزات تناسب طبيعة الأقوام الذين قد أُرسل فيهم الأنبياء عليهم السّلام، كما أنّها كانت حسيّة ومؤقّتة بزمن النبيّ المُرسَل
مثل: عيسى وموسى عليهما السّلام، إلا أنّ محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- أُرسل نبيّاً إلى النّاس كافّة ولكلّ زمان، فكانت معجزته القرآن الكريم
فعجز أي واحد من من البشر ومن الجنّ أن يجيء بمثله؛ لِما فيه من مواصفات إعجازيّة، مع أنّ الله -تعالى- تحدّى البشر والجنّ مجتمعين أن يأتوا بشيءٍ يُتلى مُشابه للقرآن الكريم
إلّا أنّه لم يستطع أي واحد من إجراء هذا، صرح الله سبحانه وتعالى: (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً).
الفرق بين السنه والعام في القرآن
الفرق بين السنه والعام ، من العوامل التي جعلت من القرآن الكريم معجِزاً ولا من الممكن أن يُؤتى بمثله؛ أنّ الله -تعالى- وضع كلّ كلمة فيه بمكانها السليم
حيثُ إنّ كلّ كلمةٍ لها معنى تؤدّيه في مقامها بشكل كامل، ومن الأمثلة على استعمال لفظيّ سنة وعام في المواضع التي تناسبهما
حيث حمل كلّ لفظٍ معنىً مختلفاً عن الآخر، صرح الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
ولقد اختلف المفسّرون في شرح هذين اللفظين، وبيان هذا على النحو القادم: ذهب الفريق الأوّل من المفسّرين حتّىّ اختلاف اللفظين لحكمة لفظيّة لاغير؛ حتى لا يتكرّر اللفظ مرّتين متتالتين فيصبح ذكره ثقيلاً على اللسان
فالحِكمة تحويل اللفظ إلّا لو كان هناك عوز من تعظيمٍ وتهويلٍ. ذهب الفريق الثّاني من المفسّرين حتّىّ السّنة نحو العرب تُطلق على السّنوات العسيرة التي مرّت بالجدب والشدّة على النّاس
وذلك يُناسب حال نوح عليه السّلام؛ إذ كانت دعوته لقومه شاقّةً وعسيرةً فكان قومه مكذّبين له ومعرضين عن دعوته، وايضاً كان المطر طفيف والأرض جدباء، بخلاف الأيام التي تلت الطّوفان التي قرنها الله -تعالى- بلفظ العام
عندما هلك أهل الكفر، ومرّت على الأرض أيام خصوبة ورخاء، كما يُشار ايضاً حتّىّ لفظ أعوام ناسب الجديد عن أيّام الكفر لذمّها، ولفظ عام أتى لوصف الأيّام التي قضاها نوح -عليه السّلام- مع من آمن معه.
وقد أفاد الراغب الأصفهانيّ:
العام كالسّنة ولكنّ العرب تطلق السّنة على أياّم الشّدة والجدب، والعام على أيّام الرّخاء والعطاء، وأيضا استُعمل لفظ عام في سورة يوسف: (عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ)
حيث قُرِن لفظ العام بالغيث، وقد كان قبلها قد أتى لفظ السنوات مع الجدب والعمل المتكرر لمواجهته، فقال الله سبحانه وتعالى: (صرحَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا).
مفردات بَينها بينها القرآن
هناك عدّة مفردات استعمل لها القرآن الكريم مرادفات لإيصال زيادة عن معنى منها، وبيان بعضها فيما يجيء:
اخبر القرآن الكريم بين كلمتي :
-
إجراء وعمل:
مع أنّهما متقاربتان بشكل كبيرً في المعنى، فاستُعملت كلمة عمل للعمل الذي له امتداد في الزّمان، وحاجة إلى التفكير والاجتهاد والحاجه ايضا الى التأمل
ولذلك لم تنسب هذه الكلمة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا إلى صفة من صفاته، وإنّما نسبت للإنسان واجتهاده في أعماله، فقال الله سبحانه وتعالى: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا)، وصرح كذلكً: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)،
في حين ذُكر لفظ إجراء بإسناده إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه لا يفتقر إلى وقت أو إلى تفكير، فجاء في القرآن الكريم: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ).
بين الله -تعالى- في القرآن الكريم بين لفظيّ :
-
الجهاد والقتال:
مع أنّ اللفظين متقاربين للغايةً في المعنى؛ إلّا أنّ الجهاد أوسع وأشمل من القتال، ولذلك استُعمل لفظ القتال للذي يُقاتل في طريق إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى
فقد صرح الله سبحانه وتعالى: (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)،وصرح أيضاًً: (وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ)،
في حين أتى لفظ الجهاد للدّعوة في طريق الله، ونشر الدّين الإسلاميّ فهو لفظ أشمل من القتال، أفاد الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)،
وصرح كذلكً: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا).
-
المطر والغيث:
فمع التقارب الشّديد للفظين في المعنى؛ إلّا أنّ الله -تعالى- استعمل لفظ الغيث في مواطن الرحمة والخير الوفير، فقال: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ)،
وقرن الله -تعالى- لفظ المطر بالعذاب والهلاك؛ حيث أفاد: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).
قد يهمك ايضاً :