القضاء والقدر عند اهل السنه والاشاعرة والماتريدية
جدول المحتوى
القضاء والقدر
القضاء والقدر من الأمور التي يجب الإيمان بها شرعا، بمعنى أن نعتقد أن كل شيء واقع بقضاء الله وقدره، لأن الإيمان بها عبارة عن التصديق بعلم الله وإرادته وقدرته، فعلم الله أحاط بكل شيء وحسب علمه كتب كل شيء.
دليل وجوب الإيمان بالقضاء والقدر:
قوله “حينما سأله جبريل : ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدرة خيره وشره ).
وما روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال: قال رسول الله : «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره» .
ويقول الله في الحديث القدسي: «من لم يرض بقضائي ويصبر على بلوائي قليطلب ربا سواي ».
فجعل الإيمان والرضا بالقضاء والقدر خيره وشره قريئا للإيمان بالله وملائكته … الخ،
فمن كفر بشيء من هذا رد عليه إيمانه بالباقي، لأن الإيمان وحدة لا تتجزأ.
تعريف القضاء والقدر:
ورد لفظ القدر في اللغة على معان : القضاء والحكم، ومبلغ الشيء، والطاقة، والتضييق .
فيدور معناه في اللغة حول بيان كمية الشيء ومقداره.
القضاء: الحكم والصنع، والختم، والبيان، والتقدير، والإخبار، والأمر، والإزالة، وقضى: مات، وقضى عليه: قتله، وقضى وطره: أنتمه وبلغه.
وترجع معاني القضاء في اللغة إلى معنى انقطاع الشيء وتمامه.
وقد انقسم أهل السنة في تعريف القضاء والقدر إلى قسمين :
(أ) الأشاعرة:
يقولون إن القضاء : هو إرادة الله أزلا المتعلقة بجميع الأشياء خيرها وشرها على ما هي عليه فيما لا يزال – أي: الواقع الحاضر – ولا فرق في ذلك بين أفعال العباد وغيرها. فهو من صفات الذات .
أما القدر: فهو إنجاز قضاء الله وإخراجه إلى حيز الوجود، أي: إيجاد الأشياء على قدر مخصوص ووجه معين، فهو تعلق القدرة الحادثة، فهو من صفات الفعل فالقضاء عندهم قديم، والقدر حادث.
(ب) الماتريدية:
يعرفون القضاء بأنه : إيجاد الله الأشياء مع زيادة الإحكام والإتقان فهو صفة فعل، فالقضاء راجع إلى قدرة الله، والقضاء عندهم حادث والقدر قدیم.
ويعرفون القدر بأنه : تحديد الله أن كل مخلوق بحده الذي يوجد عليه من حسن و قبح ونفع وخير، فهو راجع إلى علم الله.
الخلاصة :
أن القضاء والقدر لكل منهما معنی مستقل، فالقدر معناه: علم الله تعالى ما تكون عليه المخلوقات في المستقبل، فهو راجع لصفة العلم
والقضاء معناه: إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته فهو راجع إلى صفة القدرة وبعض العلماء عرف كل منهما بتعريف الآخر، ولا ضرر فمرجع القضاء والقدر إذن إلى العلم والإرادة والقدرة.
قد يهمك ايضاً :