حقيقة الايمان بالله تعالى
جدول المحتوى
الايمان بالله تعالى هو الأصل الأول من أصول العقيدة الإسلامية، والأساس الذي تتماسك من حوله بقية الأصول، وتستمد منه صدقها ويقينها، وتجي الإشارة في هذا الصدد إلى «الذات الإلهية»
ما مفهوم الايمان بالله تعالی
إن كان موضوعه للإيمان وللاعتقاد فهي ليست موضوعا للإدراك العقلي عند الإنسان، فمن الممكن أن يصل الإنسان بنظره العقلي إلى إثبات وجود الله، وإثبات ما يليق به من التوحيد
ومن صفات الكمال والتنزيه، ولكن لا يمكن لهذا العقل – كائنا ما كان ذكاؤه وإدراكه وقدرته وطاقته – أن يصل إلى إدراك الذات الإلهية ومعرفة حقيقتها وكنهها.
دور القرآن الكريم
يطلب من الإنسان أن يؤمن بالله فإنه يفتح أمامه باب النظر إلى معرفته – تعالى – عن طريق آثاره ودلائله المبثوثة في الكون.
في نفس الوقت الذي يوصد فيه أي باب يظن العقل أو يتوهم من خلاله أنه قادر على إدراك الذات الإلهية: – ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل)
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) الأنعام».. – ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه به قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) الأعراف.
وتقرير القرآن الكريم لحقيقة عجز العقل عن إدراك الذات الإلهية يشكل قطب الرحى في قضية الإيمان بالله – تعالى – ولا يعني ذلك إزراء من قيمة العقل أو التقليل من مكانته.
طبيعة عقل الانسان والايمان بالله تعالى
وإنما هو واقع الأمر وحقيقته فيما يتعلق بطبيعة العقل وقدرته وحدود ما يستطيع وما لا يستطيع، فمن طبيعة العقل البشري العجز عن إدراك كثير من الحقائق والظواهر التي يتعامل معها ليل نهار.
وأول حقيقة هي النفس الإنسانية، التي هي أقرب الحقائق إليه، وكذلك حقيقة «المادة»، وحقيقة الضوء، وحقيقة الذرة التي هي عماد التفسير العلمي المعاصر لأية ظاهرة حسية.
هذه الحقائق الملتصقة بالإنسان لا يعرف عقله منها إلا آثارها ونتائجها وما يترتب عليها، في نفس الوقت الذي يعجز فيه عجزا کاملا عن إدراك كنهها وحقيقتها وجوهرها..
وعجز العقل عن الوصول إلى حقائق هذه الأمور لا ينفي وجودها
فعجز العقل عن إدراك حقيقة الذرة لا يعني أن الذرة غير موجودة، وكذلك عجزه عن معرفة حقيقة الضوء لا يعني أن الضوء معدوم لا وجود له
وقل مثل ذلك في سائر الحقائق التي أشرنا إلى بعض أمثلتها منذ قليل.
وإذا كان العقل قد عجز عن إدراك الحقيقة في أمور محسوسة مشاهدة تحيط به من كل جانب، فكيف يصح أن يتخلى عن طبيعته العاجزة ليتخطى ما لا قبل له به من الحدود والسدود طمعا في الوصول إلى معرفة ذات الله تعالى وحقيقته؟!
وإذن فبحث العقل في مجال الإيمان بالله تعالى – هو – أولا وأخيرا – بحث. في آثار رحمة الله، وبحث في آياته تعالى ودلائله في الأنفس والآفاق.
والهدف منه: معرفة الله تعالى بصفاته وبأسمائه الحسنى التي حددها لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة، لا إدراك ذات الله أو معرفتها بحقيقتها.
على أن عجز العقل عن إدراك الذات الإلهية لا ينفي وجود هذه الذات – قياسا على ما عرفناه من حال العقل مع حقيقة القرة أو حقيقة الضوء.
فكما لا يصح في ميزان المنطق السليم أن يقال: إن الذرة غير موجودة لأن العقل لم يستطع الوصول إلى حقيقتها، فكذلك لا يصي في منطق الاستدلال الصحيح – أن يقال: إن الله ليس موجودا لأن العقل لا يستطع الوصول إلى حقيقته.
ما هي محاور الايمان بالله
- الإيمان بوجوده.
- الإيمان بوحدانيته.
- الإيمان باتصافه بصفات الكمال.
ما هي شروط الإيمان بالله
الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر الخير منه والشر.
وحتى يكتمل إيمان الإنسان لابد أن:
- يصدق القلب أي يكون لديه إحساس ويقين تام بوجود الله ويخشاه.
- يصدق اللسان عن طريق نطق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
- تصديق الجوارح عن طريق أداء العبادات، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج.
ما هي ثمرات الإيمان بالله تعالى
يوجد العديد من الثمرات التي لا تعد ولا تحصى، منها:
- اطمئنان القلب وراحة البال والسير في الحياة على هدى.
- تقويم النفس وتهذيبها والتأثير الإيجابي على سلوكيات الناس من حولك.
- تفويض الأمر للخالق واطمئنان القلب بأن الخير قادم وأن ما يحدث حتى لو كان ظاهره شر فهو في باطنه خير.
- رزق بنور البصيرة الذي يشعرك بكل ما هو به أذى قبل أن تقدم عليه.
- رؤية الدنيا في حجمها الحقيقي دون التعظيم من شأنها بشكل ينسيك الآخرة.
- رؤية الله دائمًا في كل سلوكياتك وفعل كل ما يرضيه.
- الراحة من عناء الدنيا.
ثمرات الإيمان والقلاب والعيش في معية الله لا يمكن كتابتها في سطور ولا في مقال فهي أكبر من أي مكان ممكن أن تكتب فيه.
قد يهمك ايضاً:
- ما هي الصدفة في خلق الكون وما هو قول العلماء فيها
- الرد على مقولة الصدفة في خلق الكون بالادلة القطعية من القران