دور ابي طالب في الدفاع عن النبي صل الله عليه وسلم
دور ابي طالب ، ابو طالب علم النبي ليقوم بدور الوساطة بينها وبين السبي ، فأبو طالب رغم أنه لم يؤمن بالله ورسوله إلا أنه كان الساعد الأيمن للنبي
واستطاع أن يكتل بنی هاشم معه من أسلم منهم ومن يسلم لحماية النبي والدفاع عنه، فعمدت قريش أن تحدث أبا طالب لعله يقنع ابن أخيه بالعدول عن دعوته التي سفهت أحلامهم .
قريش تهدد ابا طالب
دور ابي طالب ان دعا أبا طالب وقالوا له: «يا أبا طالب إن لك سنة وشرفا ومنزلة فينا، وقد استنهيناك ابن أخيل فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكشفه شفنا أو ننازلك وياه حتی يهلك أحد الفريقين»،
فهذه دعوة للوساطة ولكنها مصحوبة بالتهديد بالحرب، وقد فكر أبو طالب طويلا في مطلب قريش ، فهو من ناحية حريص أشد الحرص على الوقوف بجانب ابن أخيه والدفاع عنه
ومن ناحية أخرى لا يريد أن يدخل مع قومه في حرب لا يعلم مداها إلا الله، لذلك قرر أن يفاتح ابن أخيه في الموضوع، فلعله يسمع منه ويوافق على مطلب قريش ويجنبه الصدام مع قومه
ونشأ أبو طالب يقول للنبي ورأفتني إليه قریش وقال له : «يا ابن أخي أبق على وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق».
أطرق محمد مفكرا بعد أن سمع كلام عمه ، ما هذا الذي سمعه من عمه؟ أضعف أبو طالب عن نصرته، وتخلى عنه ؟ ودارت في ذهن النبي في لحظة خاطفة معان كثيرة، لكنه لم يفقد إيمانه بالله ونصره له
فإذا كان عمه أبو طالب قد تخلى عنه فإن الله الذي أرسله رحمة للعالمين لم ولن يتخلى عنه أبدأ، ما أبو طالب وما الدنيا كلها أمام قدرة الله تعالی وعظمته ؟
إن الله تعالى لم يرسل محمدا برسالته الخالدة ليتولى حمايتها أبو طالب أو غيره ، ولكن هو وحده سبحانه وتعالى الذي يحمى دينه ونبيه، وسوف ينصره رغم أنف الكافرين
رد النبي على ابي طالب
كان النبي قوية بإيمانه بالله فلم يهتز ولم يخفه تهدید قريش ولذلك أجاب عمه إجابة الواثق بربه ونفسه وبعدالة قضيته التي يدعو إليها قال النبي في عزم وتصميم ما وعاه سمع التاريخ وصار علامة من علامات اليقين والعزم والتصميم :
«والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه».
سمع أبو طالب من النبي هذه الإجابة القاطعة الحاسمة التي لم تدع مجالا لمزيد من المناقشة في الموضوع، وتصور أبا طالب وقد شعر بشئ من الخجل من ابن أخيه ، ولعله قد أعجب بهذا الإصرار وهذه الشجاعة التي أبداها النبي
و كان دور ابي طالب ان رق له وراجع نفسه وأراد أن يصلح موقفه معه فقال له: «يا ابن أخي اذهب فقل ما أحببت فوالله لن أسلمك لشئ تكرهه أبدا .
نسى أبو طالب تهديد قريش ، وشعر بالفخر والاعتزاز بابن أخيه وشجاعته وثباته على موقفه وقرر المضي في الدفاع عنه مهما كانت الظروف
وانصرف من عنده ليجمع بنی هاشم ويحدثهم بما دار بينه وبين قریش من ناحية، وما دار بينه وبين النبي من ناحية ثانية وطلب منهم جميعا الوقوف معه خلف النبي فوافقوه ما عدا أبا لهب الذي أصر على موقفه المعادي للنبي ودعوته.
و نمی خبر ما دار بين أبي طالب وابن أخيه إلى قريش فلم تصنع شيئا ولم تلجأ إلى الحرب كما كانت تهدد ، وإنما عرضت على أبي طالب عرضا آخر يدل على فساد تدبيرها وضلال تفكيرها.
عرض قريش الثاني على النبي
كان العرض الجديد الذي عرضته قريش على ابي طالب أن يعطوه شابا من خيرة شبابهم – وقد وقع اختيارهم على عمارة بن الوليد بن المغيرة – على أن يأخذه أبو طالب ويسلمهم محمدا يفعلون به ما يشاؤون، لكن دور ابي طالب كان ان سخر منهم وقال لهم: «تدفعون إلى ابنكم أغذوه لكم، وأدفع إليكم ابن اخي تقتلوه به إن هذا والله لا يكون أبداً .
لم تفقد قريش الأمل ، وإنما قررت أن تجرب طريقة أخرى مع محمد مباشرة هذه المرة فأرسلت له عتبة بن ربيعة بعرض جديد .
قد يهمك ايضاً :