شرح قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي كاملة
جدول المحتوى
تحليل قصيدة نهج البردة
تعتبر تحليل قصيدة نهج البردة واحدة من أهم ما كتبه ونظمه الشاعر المصري أحمد شوقي، أمير شوقي، والذي يعتبر أبرز شعراء العصر الحديث، حيث أحدث إسهامات في الحياة الثقافية المصرية خصوصًا والعربية عمومًا، وفي المقال التالي سوف نقدم لكم تحليل قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي كاملة عبر نادي العرب.
ألف شوقي عددًا كبيرًا من القصائد تنوعت أغراضها في الوصف، المديح، والرثاء، والغزل.
وتميزت قصائد شوقي أنها كانت بمشاعر إيجابية كالحضور، الصدق والحيوية والتفاعلية مع ظرفها مع المحيط.
إن حركة البعث والإحياء هي واحدة من أهم الحركات الشعرية، والتي قامت في ظل محاولة مجموعة من الشعراء بالبحث عن هويتهم العربية الأصيلة، وذلك في خلال عصر النهضة.
وقد قامت حركة البعث والإحياء بتبني مواقف شعرية قائمة على استلهام واستدعاء التقاليد الفنية القديمة، وذلك على كل من مستويات البناء والصور والإيقاع واللغة، وقام بتمثيل هذه الحركة مجموعة كبيرة وهامة من أكبر وأشهر شعراء الوطن العربي ومنهم علال الفاسي ومحمد الحلوي والبارودي وأحمد شوقي، والذي سوف نتناول بالتحليل قصيدته نهج البردة.
في البداية ومنذ الوهلة الأولى واستطلاع المقدمة فإننا نجد أن أحمد شوقي المنتمي لحركة البعث والإحياء قد استلهم قصيدته وعنوانها من قصيدة البردة للبوصيري، فعمل على اقتفاء أثر البوصيري ومحاولة الاكمال على نهجه في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو أحد سمات حركة البعث والإحياء والتي ستحاول إحياء التراث القديم والسير على نهجه، إذن فنحن هنا أمام قصيدة جديدة لمدح النبي صلى الله عليه وسلم مستوحاة من قصيدة قديمة لنفس الغرض.
ولما كان التقليد والمحاكاة لا يكفيان وحدهما للخروج بعمل أدبي وفني قوي يليق بمكانة شوقي الأدبية وقدراته؛ فقد جاءت القصيدة محملة بالعديد من الأغراض الأخرى فلم تكتفي بالمدح فقط، وإنما سارت المقاطع مليئة بالأغراض الأخرى التي وظفها شوقي لخدمة عمله الأدبي، فنجد أن هذه المقاطع انقسمت إلى:
1- مقطع غزلي:
يتحدث فيه شوقي عن المعاناة الشديدة التي يعيشها بسببه هيامه وولعه بمحبوبته، وعذابه بجمالها وبما يلاقيه منها من تمنع عليه، هذا التمنع منها مع الهيام منه قد سبب له معاناة نفسية.
2- مقطع تأملي:
نجد أن الشاعر ينتقل إلى ضعف النفس البشرية ومدى تتبعها وانقيادها خلف شهواتها وغرائزها، بالإضافة إلى أنه يسدي نصيحة للسيطرة عليها وتقويمها.
3- مقطع مدحي:
في هذا المقطع يقوم الشاعر بذكر وتعديد صفات النبي صلى الله عليه وسلم، ويقوم بالثناء والمدح في خلقته صلى الله عليه وسلم وفي خلقه القويم، فقد كان صلى الله عليه وسلم مشرق الوجه، وأما عن صفاته فكان يتسم بالشجاعة والكرم وعزة النفس والصبر وعلو المرتبة والصبر على الابتلاءات.
4- مقطع تضرعي:
وبهذا المقطع فإن الشاعر يختم قصيدته بأن يتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن ينصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يعيد لها تميزها ومجدها الذي كانت عليه من قبل.
وكما نرى فإن القصيدة قد تعددت أغراضها وتنوعت ما بين غزل وتأمل ومدح وتضرع، هذا التنوع في الأغراض قد انعكس بالضرورة على بنية المعجم فنجد أنه قد أتى موزعاً على عدد من الحقول نذكرها فيما يلي:
1- الحقل الذي يدل ويعبر عن المعاناة والحب، نجد أن في هذا الحقل ما يلي:
(ريم على القاع، أحل سفك دمي، جرح الأحبة، رنا، جحدتها، السهم
المصيب، كتمت السهم في كبدي، يا ويح جنبك، دي ألم) كل هذه الكلمات أو العبارات جاءت على حقل المعاناة والحب، هذه المعاناة التي كم ذكرنا نشأت من حبه لها والذي قابلته هي بالتمنع.
2- الحقل الذي يدل على غواية النفس البشرية، ونجد أنه جاء في هذا الحقل ما يلي:
(يا نفس، تخفي كل مبكية، يا ويلتاه لنفسي، آثار اللذات، يبقى من إساءتها، والنفس إن يدعها كم نائم لايراها، تقوم النفس، صلاح أمرك)
3- الحقل الذي يدل على المدح، ونجد أنه جاء في هذا الحقل ما يلي:
(محمد، صفوة الباري، سناؤه وسناه الشمس، الجرم في فلك، الضوء في علم، البحر دونك، شم الجبال، الليث دونك، الأنجم الزهر، خير الرسل، بيض الوجوه)
مما سبق نجد أنه توجد علاقة جدلية بين الحقول الدلالية، حيث أن الشاعر قد بدأ القصيدة بالتحدث عن هيامه وحبه لمحبوبته التي أسرته بجمالها الأخاذ، إلا أنه سرعان ما ينتقل للحديث عن كون هذه الدنيا خادعة لا يجب للإنسان أن ينجرف فيها خلف شهواته، مستحضراً نموذج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كقدوة عظيمة يجب التحلي بأخلاقه الحميدة كي ننجو من فتن هذه الحياة.
شرح قصيدة نهج البردة
وفي هذا المقال نقدم تحليلًا مفصلًأ لبعض أبيات نهج البردة، اعتمادًا على ما جاء فيها من أفكار رئيسية.
الأبيات (1-2)
بدأ أمير الشعراء قصيدته متأثرًا بكل من الغمام البوصيري والشاعر العظيم كعب بن زهير، حيث بدأ قصديته بغرض العزل، مثلما اعتاد من هم قبله من الشعراء الفطاحل.
وفي البيتين الأوليين شبه شوقي جمال محبوبته بجمال الظبي الذي يقف بين أشجار الغابة الخلابة خصراء اللون، لكن منظر الظبي أبهر شوقي أكثر مما أبهره منظر جمال الغابة، حتى أنه شبه جمال الظبي الفائف بالسيف القاطع الذي سفك دماءه وقتله رُغم أن القتل حرام في الأشهر الحرم التي هي ذو الحجة، محرم، ذو القعدة، ورجب.
ولفت أمير الشعراء إلى أن الأسد الذي يجثو في مسكنه بالرغم من تجبره وقوته لم يحتمل أن تنظر عيناه إلى الظبي المذكور، فائق جمال العينين، حيث استعان بغيره لكي يساعده استيعاب جمال عيني الظبي.
الأبيات من (3-4)
وصف أمير الشعراء تجاه الظبي المذكور عندما ينظر إليه بشكل متفحص، حيث شعر بأن سهام الحب قد تمكنت من قلبه وأصابته، حتى وصلت إلى كبده الصغير، وهو ما أصبحت معه حالته الشخصية على المعالجة مهما بلغت مهارة الأطباء المداوي، موضحًا الألم الكبير الذي سببه هذا الظبي، لكن هذه الآلام لم يصرح بها لأي من محبيه.
الأبيات (5-7)
وضح أمير الشعراء الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل عاشق وهي حسن الخلق والسماحة، والتماس الأعذار للناس، وهي واحدة من أحلى وأجمل شيم العرب القدماء.
وترجى شوقي المقربين منه ألا يلوموه بسبب وقوعه في الحب، فلو كانوا عاشوا تجربة مماثلة لما عاشه لما لاموه.
وسأل شوقي الذين يوجهون له سهام اللوم، ما إذا كانوا يعتقدون أنهم يسمعهم أو يهتم لما يقولون حينما يعلقون على مشاعره والحالة التي يعيشها بشكل سلبي، فرغم أن أذنيه تسمع كل ما يُقال عنه وله، إلا أن قلبه يعتبر مشغول بالحب الذي أصاب قلبه عندما ينظر إلى ذلك الظبي (الفتاة).
الأبيات (8- 10)
امتدح شوقي جمال حبيبته واصفًا إياه بالوسن وتمنى من الله اعيًا لها بألا تتذوق طعم الحب حتى لا يصيبها ما أصابه من عذاب أليم، ودعى أيضًا لعينيها بأن تنامًا نومًا جميلًا قريرًا.
وأكد أمير الشعراء حبه لمحبوبته التي لم تبادله نفس الحب، رغم كل ما بذله في سبيل تقريبها منه.
إلي هنا نكون وصلنا لنهاية موضوع اليوم بعنوان شرح قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي كاملة ، وللمزيد من مواضيع اللغة العربية عليكم زيارة قسم اللغة العربية في الموقع.
تعرف ايضا علي :