طرد يهود بني قينقاع من المدينة المنورة
جدول المحتوى
طرد بني قينقاع من المدينة
وتمادی يهود بني قينقاع المقيمون بالمدينة في مناوأة المسلمين والتحرش بهم، حتى كان أمر لم يحتمل المسلمون إزاءه صبرا عليهم، فقد حدث أن امرأة مسلمة جاءت بحليها تبيعه في سوق بني قينقاع
فجلست إلى صائغ منهم، فاجتمع حولها نفر من اليهود يريدونها على كشف وجهها وهي تأبي، فعمد رجل منهم إلى طرف ثوبها فربطه إلى ظهرها – وهي غافلة عن ذلك – فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود منها !
فصاحت المرأة فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، فشد يهود بني قينقاع على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهله المسلمين على اليهود
تاريخ حرب المسلمين وبني قينقاع
فوقعت الحرب بين المسلمين وبين يهود بني قينقاع في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة.
فاعتهم اليهود بحصونهم، فضرب المسلمون الحصار عليهم خمس عشرة ليلة، حتى أذعنوا واستسلموا، ورضوا بحكم النبي فيهم.
وكان هؤلاء اليهود حلفاء عبد الله بن أبي ، فألح في شفاعته لهم على النبي حتي أغضبه ورئی اثر غضبه في وجهه فقال رسول الله : هم لك على أن يخرجوا من المدينة ولا يجاورونا بها .
فرحلوا إلى أذرعات بالشام، ولم يدم بقاؤهم هناك طويلا حتى هلك أكثرهم ! وكان لمقتل كعب بن الأشرف، وإخراج بنی قينقاع من المدينة بالقوة الإسلامية أثرهما على بقية أعداء الله في المدينة وما حولها
فاستقرت الأمور بها وأمن المسلمون – إلى حين – شر منغصاتهم، وتفرغوا عندئذ لمواجهة أعدائهم الأبعدين هناك في مكة أولئك الذين نالت منهم هزيمة بدر النكراء أقصى ما يمكن أن تنال من قوم هزيمة
ولقد كان في حسبان المسلمين أنهم لن يسكتوا عنها ولن يصبروا طويلا حتی بهبوا للثأر منهم، حتى لقد نذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتی یغزو المدينة ! ( وكان الغسل من الجنابة معمولا به في الجاهلية بقيمة من دين إبراهيم وإسماعيل ).
غزوة السويق :
وتعجل أبو سفيان القيام بعمل سريع ينال به من المسلمين ويفي بنذره .
قال ابن إسحاق : فخرج لی مائتي راكب من قريش حتى أتى بني النضير تحت جنح الليل ( وهم بأطراف المدينة )
فأتی حیی بن أخطب، فضرب عليه بابه ، فأبى أن يفتح له وخافه ، فانصرف عنه إلى سلام بن مشکم – وكان سيد بنی النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم – فاستأذن عليه فأذن له، ( فأكرمه ) وأعلمه بأخبار المسلمين
فيزحف برجاله ليلا على ناحية من المدينة تسمى العريض، وحرقوا أصوار النخيل بها، وقتلوا أحد الأنصار وحليفة له، ثم فروا عائدين ! وأحس المسلمون بما كان فانطلقوا خلف أبي سفيان ورجاله الذين شعروا بأن المسلمين خلفهم يجدون في طلبهم
فأرادوا الاسراع في سيرهم فألقوا ما معهم من الأزواد تخففا حتی استطاعوا الإفلات من جيش المسلمين، وفي أثناء هذه المطاردة عشر المسلمون على تلك المؤن التي ألقاها المشركون و كان أكثرها من السويق ، فسميت الغزوة بذلك الاسم.
فشل غارة قريش على المسلمين
وأدركت قريش فشل غارتها تلك في تحقيق الغرض منها ، ففكرت أن تتوقف عن التحرش بالمسلمين حتى تعد لذلك عدتها الكافية، غير أنها رأت تجارتها مهددة بالتوقف ، واقتصادها يوشك أن يموت بسبب توقف الرحلة إلى الشام
لأن قوة المسلمين تعترض طريقها، فأرادوا أن يسلكوا طريق العراق بدلا من الساحل، فنكبوا في تجارتهم وغنمها المسلمون
قال ابن اسحاق : إن قريشا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام حين كان من وقعة بدر ما كان ، فسلكوا طريق العراق، فخرج منهم تجار، فيهم أبو سفيان بن حرب، ومعه فضة كثيرة – وهي عظم تجارتهم – واستاجروا رجلا من بني بكر بن وائل يقال له فرات بن حسين يدلهم على الطريق .
وبعث رسول الله زيد بن حارثة فلقيهم ، فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجز الرجال – أي هربوا – فقدم بها على رسول الله، وأسر فرات فجئ به إلى النبي ، ثم أسلم .
وزادت تلك المصيبة قريشا غيظا وحنق على المسلمين، فازدادت بها تعطشة للثأر وحنينة إلى الانتقام، حتی دار الفلك دورة ودخلت السنة الثالثة للهجرة ، وجاء شهر شوال منها فوقعت فيه المعركة الكبرى الثانية وهي: غزوة أحد
قد يهمك ايضاً :