فتح العراق وموقعة الجسر
فتح العراق وفارس :
فتح العراق ، تولى الفاروق عمر رضي الله عنه أمر المسلمين، وقد قدم عليه في المدينة المنورة المثنى بن حارثة يطلب المدد لأجناد المسلمين الذين واصلوا جهودهم بعد القضاء على المرتدين في شرق الجزيرة العربية بالتوغل في أرض العراق .
وأمد الفاروق المثنى بالأجناد وعلى رأسهم أبو عبيد الثقفي وخرجوا ليلحقوا بإخوانهم المرابطين على حدود العراق ، فلما وصلوا نظموا جيوشهم لملاقاة جيوش الفرس بقيادة جابان
وكانت أولى المواجهات العسكرية لأجناد المسلمين مع أجناد الفرس في النمارق وغيرها تمهيدا لاستكمال فتح العراق . نار
من موقعة الجسر۱۳ه / ۱۳۹م :
كان لانتصار المسلمين على الفرس في بداية لقائهم بأجنادهم أوخم العواقب على نفوس قوادهم ، فاستمدوا أميرتهم بوران فأمدتهم بأقوى قوادها وهو بهمن جاذويه الذي تقدم لمواجهة المسلمين وعلى رأسهم أبو عبيد.
عسكر المسلمون وبينهم وبين الفرس الماء، فأرسل إليهم بهمن قائلا : إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم، ورأى بعض رجالات أبي عبيد ألا يعبر إليهم، ونصحوه بأن يطلب من الفرس العبور.
لكن أبا عبيد لم يسمع لهذه النصيحة ولمشورة الناس، انطلاقا من حماسه ورغبته في نيل الشهادة ، فقال : لا يكونوا اجرا على الموت منا، بل نعبر إليهم
وعبر بالمسلمين فحصرهم في منطقة ضيقة لا يستطيعون الخروج منها مما يعد خطئا عسكرية كبيرة، فاقتتلوا مع جنود الفرس قتالا عنيفا
وأصيب أبو عبيد في المعركة وأخذ الراية منه المثنى بن حارثة، ثم قطعوا الجسر من أجل ضرب الفرس، لكنهم لم يقووا على مواجهة الفرس في تلك الظروف الجغرافية الصعبة
فغرق كثير من المسلمين ، قدرتهم المصادر بأربعة آلاف مقاتل، وقتل أبو عبيد ، وجرح المثنى ، وكانت هذه أول هزيمة يلقاها المسلمون أمام الفرس .
موقعة أليس الصغرى ۱۳هـ / ۱۳۹م :
وبالرغم من هزيمة المسلمين في موقعة الجسر إلا أنهم واصلوا الجهاد ضد جيوش الفرس، وصمد المثنی ورجاله ، وأرادوا أن يعيدوا الثقة لرجالهم
فولى على الناس عاصم بن عمرو وخرج في فرقة صغيرة في أثر جابان و مروانشاه فاعترضاه فأخذهما أسيرين، وخرج أهل أليس لاستقبال المثنى
وأتوه بجند الفرس وأمر بضرب أعناقهم مثلما فعل بالقائدین الفارسيين وعاد إلى معسكر المسلمين.
ثم جرت عدد من المعارك ضد الفرس، كان أهمها موقعة البويب حيث أمد الفاروق عمر رضي الله عنه رجاله في العراق بمدد يعينهم ويقويهم على مواصلة جهادهم خاصة بعد هزيمة الجسر.
وجاءت جند الفرس لمواجهة المسلمين، ويتكرر الموقف مرة أخرى ويطلب القائد الفارسی مهران من المين أن يعبروا إليهم أو يعبر هو وجنوده، فطلب المثنى منه أن يعبر هو وجنوده إليهم وعبرت جند الفرس تساندهم الأفيال.
ورتب المثني أجناده ووضع لهم خطة الهجوم على الفرس، وأحكم تنفيذ خطته، واستطاعوا استدراج الفرس، وأوقعوا بهم هزيمة ساحقة، قتل فيها قائدهم مهران
وقتلوا كثيرا من جند الفرس، وقيل إن كل مسلم قتل يومها عشرة من الفرس فسميت المعركة بيوم الأعشار
تبع ذلك عدد من الهزائم لجيش الفرس أمام جيش المسلمين فكانت موقعة الخنافس والكباث استعدادا للمواجهة الفاصلة مع جيوش الفرس.
قد يهمك ايضاً :