كتاب حاطب الى قريش ( فتح مكة .. الجزء الثاني )
كتاب حاطب إلى قريش : وبينما يستعد المسلمون للزحف إلى مكة ويكتمون الأمر تماما ، حتى لقد سدوا مخارج المدينة ومنعوا المرور منها إلا بإذن من حراسها الذين يرأسهم عمر بن الخطاب
قال الزهري: فكان عمر يطوف على الأنقاب قيما بهم فيقول: لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه إلا رددتموه ، إلا من سلك إلى مكة فإنه يحتفظ به ويسأل عنه !
كتاب حاطب الى قريش
کتب حاطب بن أبي بلعته – وهو من السابقين إلى الإسلام – كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من غزوهم وأعطاه لامرأة من مزينة – أو هي سارة مولاة لبعض بنی عبد المطلب – وأعطاها دينارا وأمرها بأن تخفيه وتسرع به إلى مكة
فألهم رسول الله بذلك، فاستدعی علی بن أبي طالب والزبير بن العوام، فبعثهما للقبض على هذه المرأة وضبط هذا الكتاب ، فأدرکاها، فادعت أنها لا تحمل شيئا
فأنذراها إن لم تخرجي الكتاب كشفنا ثيابك ! فأخرجته من ذوائب شعرها، فعادا به إلى النبي، فإذا فيه: «من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله !
فقال : يا حاطب ما هذا ؟ فقال : يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما غيرت وما بدلت ، ولکنی کنت امرأ ليس لي في القوم أهل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم.
موقف عمر بن الخطاب
قال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فلأضرب عنقه، فإنه قد نافق ! قال رسول الله : وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر ( وحاطب منهم ) فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
و يومئذ نزل قول الله تعالی محذرة وموجها : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة
وعفا النبي عن حاطب وغفر له تلك الزلة بعد أن أدرك صدق قوله، ولأن ماضيه العظيم في السابقة والهجرة والجهاد الصادق پرشح العفو عنه ولا يحبذ إنزال العقاب به مع وجود موجباته.
مسير المسلمين إلى مكة
أصبحت قريش – عقب فشل سفارة أبي سفيان إلى المدينة – في حيرة وقلق بالغين من أمرها مع النبي وأصحابه ، الذين تحركوا قاصدين مكة في جمع لم يكن مثله قبلا
ورأى العباس عم النبي أن يهاجر ببنيه مسلمين إلى رسول الله، فقابلوه بجيشه في طريقه إلى مكة، وخرج كذلك ابن عم النبي – أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب – ، وابن عمته – عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة – وكان ماضيهما مع النبي والدعوة سيئا
لذلك رفض لقاءهما أول مجيئهما إليه ، فنصح لهما علي بن أبي طالب أن يترضاه بما قال إخوة يوسف تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) یوسف
فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه جوابا ، ففعلا ذلك ، فقال عليه السلام: «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، وعفا عنهما.
قد يهمك ايضاً :