ما هو الفرق بين المعجزة و الكرامة
الفرق بين المعجزة و الكرامة
المعجزة و الكرامة كلاهما أمر خارق للعادة، والفرق بينهما أن المعجزة تظهر على يد النبي ومن شروطها: دعوى النبي، أما الكرامة فتظهر على يد الأولياء من عباد الله الصالحين
و کرامات الأولياء لا تفسر – فقط – بالإيمان والعمل الصالح الذي يوفق إليه الولی، بل تفسر أيضا بالأمر الخارق للعادة الذي يظهره الله على أيدي الأولياء والتأثيرات التي تحدث بواستطهم في الأشياء على خلاف العادة
وكل ما يعرف عن الأولياء في هذا المجال من اشرافات و مکاشفات تتخطى الحجب والحواجز. والهدف من حصول کرامات الأولياء استمرار الدلائل على تمام قدرة الله تعالى، وأنه فعال لما يريد
وأن الله سنا أخرى تعلو فوق هذه السنن الكونية وتتدخل فيها وتبطل قوانينها متى شاءت إرادة القادر المختار. يقول ابن تيمية : «و من أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء
وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ، والمأثور عن سالف الأم في سورة الكهف وغيرها ، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمةوهي موجودة فيها إلى يوم القيامة
الفرق بين المعجزة والسحرة
وإذا كانت المعجزة خارقة للعادة فإن السحر ليس من خوارق العادات ، وإنما هو تخييل يرجع إلى خفة في اليد أو يرجع إلى الشعبذة، والساحر إنما يؤثر على أعين الناس
فيجعلها ترى أشياء لا حقيقة لها في واقع الأمر، وبعبارة أخرى: إن السحر لا يقلب حقائق الأشياء ولا يغيرها ولا يؤثر فيها ، وإنما هو تخیبل يحدث للرائي وليس به أي مقابل موضوعي في واقع الأشياء : فلما ألقوا سحروا أعين الناس الأعراف .
وكأن القرآن الكريم يشير إلى أن المتأثر بالسحر هو أعين الناس وليست حقائق الأشياء، والسحر في هذا الإطار يعادل ظاهرة السراب الذي يراه الإنسان. رأي العين وليس له أي وجود في واقع الأمر .
بينما المعجزة هي – كما عرفنا – تأثير حقيقي في واقع الأشياء بتغييرها أو إلغائها أو إبطال تأثيرها وقوانينها.. على أننا لو اعتبرنا السحر فعلا خارقا للعادة ومؤثرا في ذوات الأشياء فسوف يظل الفرق بعيدا جدا بينه وبين المعجزة،
فالمعجزة – كما أشرنا من قبل – من شروطها أن يعجز الناس عن معارضتها ، أي : عن الإتيان بمثلها، لأنه ليس في طاقة البشر أن يخرجوا عن السنن والقوانيين الكونية ويطالعونا بالمعجزات
أما السحر فإنه في مقدور أي شخص أن يتعلمه ويتقنه بحيث يسهل عليه أن يعارض أي ساحر آخر ويأتي بمثل ما أتی به أو بأكبر منه .
فالفرق بين المعجزة والسحر يكمن في :
المعجزة و الكرامة : 1- أن السحر تخييل يتعامل مع الأعين لا مع الأشياء، والمعجزة حقيقة تؤثر في ذوات الأشياء
۲- أن المعجزة تستحيل معارضتها والرد عليها بمعجزة أخرى، بينما السحر علم يمكن أن يتعلم ويعارض بمثله.
أو في الأمرين جميعا أي مما تحيله العادة، إلا المعجزة مستحيل مادي لا عقلي
ويجب أن نعرف أن المعجزة وإن كانت مستحيلا عاديا أي مما تحيله الى أنها ليست مستحيلا عقليا، وإنما هي من الممكنات العقلية، والممكن العقلى ما ما يستطيع العقل تصور حدوثه ووقوعه مثل تصور وجود نار بلا حرارة حارقة تصور قمر منقسم إلى شقين أو تصور انفلاق في البحر يشطر الماء شطر عظيمين.
كل هذه التصورات لا يجد العقل باشا أو حرجا في تصور وقوعها وقدرة العقل على تصورها هي نفسها برهان إمكانها وقبولها للوقوع
فليس هناك أي مانع يمنع العقل من أن يتصور شخصا يلقى في اللهب ولا يحترق أو قمرا منشقا إلى نصفين أو طريقا جافا يقسم البحر إلى قسمين.
وصحيح أن هذه الأمور مستبعدة أو مستحيلة على مستوى ما ألفه الناس واعتادوه ، لكن العقل لا يرفض إمكان حصولها بالفعل ولا يحيله.
وتستطيع أن تقارن هذه الأمور بأمور يرفض العقل حدوثها ويعجز عن مجرد رسم صورة ذهنية لها.. مثلا: لو حاول العقل أن يتصور حدوث مثلث له أربعة
أضلاع أو وجود شخص في مكانين في آن واحد أو وجود جسم صغير أكبر من جسم كبير أو اجتماع لون أبيض مع لون أسود بحيث يكون هذا الشئ أبيض أسود معا أو أن مجموع 1+1 =5
إن مثل هذه التصورات يرفضها العقل منذ أول وهلة، ويعجز منذ البداية عن مجرد تصورها لأنها مستحيلات عقلية لا يمكن أن تقع أو تحدث على مسرح الوجود
قد يهمك ايضاً: