مدى اليقين في السنة النبوية
جدول المحتوى
ما مدى اليقين في السنة النبوية
السنة النبوية ، يشكك بعض علماء الإسلاميات في الغرب في صحة السنة النبوية، ويعتبرها جولدننبهر (Goldzieher) من اختراع المسلمين في العصور الأولى للإسلام). وفيما يلي الرد على هذه الشبهة:
١. السنة النبوية هي المصدر الثاني للإسلام بعد القرآن الكريم.
والنبي مأمور في القرآن بتبليغ ما أنزل إليه من الوحي القرآني، وفي الوقت نفسه مأمور بتبيين الوحي القرآني ).
وهذا البيان هو السنة النبوية التي تشمل قوله أو فعله أو ما أقره.
وقد أشار النبي نفسه إلى ضرورة التمسك بسنته في قوله في خطبته المشهورة في حجة الوداع : «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعلهما كتاب الله وستی .
تعرف على.. حديث نبوي قصير
۲. لسنا ننكر أن هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة أو اكذوبة المنسوبة إلى النبي
ولكن هذا لم يكن في يوم من الأيام خافيا على علماء المسلمين في مختلف العصور. ومن أجل ذلك فإنهم لم يفرطوا | إطلاقانی ضرورة التدقيق الذي لا حد له في رواية الأحاديث
فقد وضع القرآن امامهم أهم قاعدة من قواعد النقد التاريخي في قوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبوا } [الحجرات
وتمثل هذه القاعدة في أن أخلاق الراوی تعد عاملا هاما في الحكم على روايته، وقد أفاد المسلمون إفادة عظيمة من هذه القاعدة وطبقوها على رواة الأحاديث النبوية
وقد كان تطبيق هذا المنهج النقدى على رواة الأحاديث هو الذي تطورت عنه بالتدريج قواعد النقد التاريخي .
۳. ونظرا لأهمية السنة بالنسبة للإسلام
فقد بذل علماء المسلمين جهودا خارقة لتوثيقها وتمييز الثابت منها من غير الثابت، وابتكروا علوما جديدة للحديث النبوي لخدمة هذا الغرض، فهناك علم الرجال، وعلم الإسناد وعلم الجرح والتعدين وغيرها.
وكله تتتب من الأحاديث ونلز أحوالهم، وما ظهر من أمرهم وما خفي؛ للتأكد من مدى صدفهم فيما نقلوه عن الرسول. وبخاصة أن النبي نفسه قد حذر من الكذب عليه حين قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).
4. كنموذج من بين النماذج العديدة لجهود علماء المسلمين
في توثيق الحديث النبوي نشير إلى جهود الإمام البخاری (۸۱۰-۸۷۰ م) الذي أفنى حياته كلها في خدمة الحديث النبوي.
فقد جمع هذا العالم أكثر من نصف مليون حديث منسوبة إلى النبي .
ولكنه بعد الفحص والتدقيق لم يأخذ منها في صحيحه نتيجة للمنهج العلمي الدقيق والشروط الصارمة التي وضعها إلا حوالي تسعة آلاف حديث
فإذا حذفنا منها الأحاديث المكررة لم يبق في صحيح البخاري إلا حوالي ثلاثة آلاف حديث فقط. وهكذا صنع غيره من علماء الحديث.
بعد الجهود المضنية لعلماء الحديث في سبيل توثيق الأحاديث النبوية اعتمد المسلمون ستة كتب في هذا المجال هي: صحيح البخاری، وصحيح مسلم
وسن كل من النسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجة. وهناك مؤلفات إسلامية عديدة أشارت إلى الأحاديث الضعيفة والموضوعة = التي يصل عددها إلى عشرات الآلاف.
ومن ذلك يتضح أن علماء المسلمين قد خدموا السنة النبوية بما لا نظير له لدى الأمم الأخرى، وأن الشك فيها جملة وتفصيلا أمر لا مبرر له.
قد يهمك ايضاً :