جدول المحتوى
مرض السكر
مرض السكر او المعروف بداء السكري هذا المرض المنتشر في كثير من أنحاء العالم وخاصة في وطننا العربي، يحدث هذا المرض نتيجة خلل في البنكرياس.
البنكرياس هو المسؤول عن إنتاج هرمون الأنسولين الذي ينظم عمليات امتصاص الجسم للسكريات وتحويلها إلى مصادر للطاقة وإلى الأنسجة الدهنية وإلى الكبد حيث يتم تخزينه، الجسم يحصل على الكربوهيدرات من العديد من الأطعمة مثل البطاطا والخبز والأرز وغيرها من الأطعمة التي تتفكك وتتحلل بشكل تدريجي.
عملية التفكك والتحلل تحدث فى المعدة والإثنى عشر والأمعاء الدقيقة، نتيجة لهذا التحلل تنتج مجموعة من السكريات تمتص في الدورة الدموية، ويوجد في البنكرياس خلايا تسمى خلايا بيتا (Beta cells) هذه الخلايا لها حساسية عالية جدا عند ارتفاع مستوى السكر في الدم وتقوم بإنتاج هرمون الأنسولين، وهو المسئول عن تحويل السكريات والجلوكوز الى مصادر للطاقة.
يوجد في البنكرياس خلايا أخرى تسمى خلايا ألفا (Alpha Cells) التي تفرز هرمون آخر يسمى هرمون الجلوكاجون (Glucagon) الذي يتسبب في إخراج السكر من الكبد وينشط هرمونات أخرى تعيق عمل هرمون الأنسولين.
الجسم الغير مصاب بمرض السكري يوجد به توازن بين هرمون الأنسولين وهرمون الجلوكاجون حتي يتم الحفاظ على مستوى ثابت من الجلوكوز في الدم.
الأشخاص البدناء أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر حيث أنه كلما ازداد وزن الشخص وقلت لياقته البدنية أصبح بحاجة إلى إفراز كمية كبيرة من الأنسولين لكي يعالج كمية مماثلة من الجلوكوز في الدم ومن الممكن أن تقاوم الخلايا في الجسم هرمون الأنسولين وتسمي هذه الحالة “مقاومة الانسولين” Insulin resistance.
الإصابة بمرض السكر
عندما يحدث خلل في البنكرياس فإنه تقل كمية هرمون الأنسولين المفرزة تدريجيا وتستمر هذه العملية عدة سنوات، يتم تشخيص المريض على أنه مصاب بمرض السكر إذا ترافقت هذه الحالة مع حالة مقاومة الأنسولين حيث يحدث خلل في مستوى الجلوكوز الطبيعي في الدم.
يتم اكتشاف المرض عن طريق تحديد مستوى الجلوكوز في الدم، عند زيادة مستوى الجلوكوز عن 126 ملغم / دل وأعلى في فحصين أو اكثر، حيث أن النسبة الطبيعية للسكر في الدم بعد صيام ثماني ساعات يجب أن تكون أقل من 108 ملغم / دل.
أنواع مرض السكر
تم تصنيف السكر إلي نوعين:-
أولا: مرض السكر النوع الاول Diabetes type 1
هذا النوع من مرض السكر يمكن أن يظل عدة سنوات قبل اكتشافه عند البالغين بعكس الأطفال فالنوع الأول من مرض السكر متعلق بجهاز المناعة في الجسم حيث يقوم جهاز المناعة بإتلاف خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وحتى الآن لم يتم تحديد أسباب ذلك.
ثانيا: مرض السكر من النوع الثاني Diabetes type 2
هذا النوع من مرض السكر تتلف خلايا بيتا في البنكرياس لاسباب وراثية غالبا مع عدة عوامل خارجية ويمكن أن تستمر تلك العملية عشرات السنين.
الأشخاص البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من المرض.
ثالثاً: سكر الحمل
بعض السيدات الحوامل يصبن بارتفاع السكر أثناء فترة الحمل بنسبة تتراوح بين 2 الي 5% من النساء الحوامل ويحدث نتيجة تعارض الهرمون الذي تفرزه المشيمة مع تأثير الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس.
بمجرد الولادة يختفي سكر الحمل ولكن السيدات اللاتي تعرضن للإصابة بسكر الحمل يمكن أن يصبن بالنوع الثاني من مرض السكر وفي حالات نادرة الحدوث يمكن أن تكون الإصابة بالنوع الأول من السكر والذي يتطلب العلاج بالأنسولين بعد الولادة.
اعراض الاصابة بمرض السكر
- الإرهاق والتعب المستمر مع الشعور بالدوخة في احيان كثيرة
- الجوع والعطش باستمرار
- التبول بكثرة وخاصة اثناء الليل
- عدم التئام الجروح بالمعدل الطبيعي
- التشوش في الرؤية
- الانخفاض في الوزن بدون أسباب
- شرب المياه بكثرة
- التوتر والعصبية الشديدة
- التهاب الجلد والاصبع واللثة والتهابات الأذن الوسطي وغيرها من الالتهابات
- التشتت وحالة من عدم التركيز وخاصة عند الأطفال
مريض السكر في حالة عدم المتابعة المستمرة وأخذ الدواء المناسب يكون أكثر من غيره عرضة لعدة أمراض منها الدرن الرئوي، تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية والجلطات، أمراض الكلي والزائدة، الضعف الجنسي، التهابات العين والتدهور في البصر، آلام اللثة والأسنان وغيرها من الأمراض.
أسباب الإصابة بمرض السكر
تعتبر السمنة مع الكسل والخمول أهم أسباب الإصابة بمرض السكر كما أن الاعتماد في الغذاء على الأطعمة الغنية بالمواد الدهنية والسكرية مثل الوجبات السريعة مع عدم التنوع في الأطعمة وتناول الأطعمة الصحية من أسباب الإصابة بهذا المرض بالإضافة إلى عوامل وراثية أسباب وتختلف الإصابة تبعا لنوع المرض.
اولًا: أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الاول
في الحالات الطبيعة للإنسان السليم يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجراثيم والفيروسات الضارة إلا أنه في حالة الإصابة بهذا النوع يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس المسئولة عن إفراز هرمون الأنسولين.
ينتج عن ذلك عدم وجود كمية كافية من الأنسولين مما يتسبب في تراكم السكر وتجمعه في الدورة الدموية بدلا من توزيعه على خلايا الجسم.
لم يتم تحديد أسباب الإصابة بهذا النوع من المرض حتى الآن إلا أنه يعود لأسباب وراثية أو التعرض لبعض الأمراض الفيروسية.
ثانيًا: أسباب الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني
عندما يعجز البنكرياس عن إفراز كمية كافية من الأنسولين مع مقاومة الخلايا لعمل الأنسولين يحدث هذا النوع من المرض وهناك عدة عوامل تزيد من معدل الإصابة بهذا النوع منها :-
- التقدم في العمر
- السمنة وزيادة الوزن
- عوامل وراثية قرابة من الدرجة الأولي
- الكسل وقلة النشاط
- ضغط الدم المرتفع وامراض الأوعية الدموية
ثالثا أسباب الإصابة بسكر الحمل
أثناء الحمل تنتج المشيمة هرمونات لمساعدة الحمل، هذه الهرمونات تقاوم الأنسولين، في فترة الحمل كلما كبرت المشيمة وزادت كميات الهرمونات المفرزة من خلالها مما تجعل عمل الأنسولين أكثر صعوبة.
بطبيعة الحال يزيد البنكرياس من كمية الأنسولين المفرزة للتغلب على هرمونات المشيمة لكن عندما يعجز البنكرياس عن ذلك فتصل كمية قليلة من الأنسولين إلى الخلايا وتتراكم كمية كبيرة من السكر في الدورة الدموية مما يسبب سكر الحمل.
السيدات فوق سن الخامسة والعشرين والسيدات ذات الوزن الزائد واللاتي لهن أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري هن أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل.
مضاعفات مرض السكر
نتيجة لاختلاف نوع السكر تكون المضاعفات، وتنقسم مضاعفات داء السكري للنوعين الأول والثاني، كما توجد مضاعفات قصيرة المدي تستوجب العلاج الفوري حتي لا تؤدي الي حدوث غيبوبة أو اختلاجات وهذه المضاعفات مثل: –
- ارتفاع السكر في الدم
- ارتفاع مستوي الكيتونات في البول
- نقص مستوي السكر في الدم
و توجد مضاعفات طويلة المدى تظهر بصورة تدريجية تزداد خطورتها كلما كانت إصابة الشخص بعمر أقل وكلما كان هناك إهمال وعدم المتابعة المستمرة لمستوى السكر في الدم مما تؤدي تلك المضاعفات إلى حدوث إعاقة جسدية بل قد تؤدي إلى الوفاة.
- امراض القلب والاوعية الدموية
- تؤدي الي حدوث خلل في الأعصاب
- ضرر بالغ في الكليتين
- أمراض جلدية
- ضرر في العين
- حدوث التهابات للمفاصل وآلام في العظام
- آلام في كفتي القدم والأصابع
مضاعفات سكر الحمل
المتابعة المستمرة وقياس مستوى السكر في الدم يحافظ على الأم والجنين، وفي حالة الإهمال في متابعته قد يتسبب في مضاعفات خطيرة للمولود وللأم مثل: –
– زيادة النمو
– الإصابة بالسكر من النوع الثاني في الكبر
– حدوث متلازمة الضائقة التنفسية
تشخيص مرض السكر
تجري عدة تحاليل وفحوصات بالدم نتمكن من خلالها تشخيص مرض السكر من النوع الاول والنوع الثاني مثل:
الفحص العشوائي لمستوى السكري في الدم.
قياس مستوى السكر في الدم بعد صيام ثماني ساعات.
إذا أثبتت الاختبارات المعملية إصابة الشخص بمرض السكر فعادة ما يطلب الطبيب عمل عدة فحوصات إضافية لتحديد نوعية السكر (من النوع الاول او النوع الثاني).
حتي يتمكن الطبيب المعالج من توصيف العلاج المناسب.
وفي بعض الأحيان يطلب الطبيب المعالج، إجراء فحص الهيموغلوبينِ الجليكوزيلاتي ((Hemoglobin A1C / Glycosylated hemoglobin)).
فحوصات لتشخيص مرض سكر الحمل
من المتعارف عليه أن يقوم الطبيب المسئول عن متابعة الحمل بإجراء فحص السكر في فترة الحمل.
يطلب الطبيب “اختبار تحدي الجلوكوز ” (Glucose Challenge Test) أثناء الحمل، بدءا من الأسبوع الرابع والعشرين حتي الأسبوع الثامن والعشرين خلال الحمل وأحيانا يطلبه قبل ذلك في السيدات الاكثر عرضة لسكر الحمل.
يكون “اختبار تحدي الجلوكوز” بشرب محلول يحتوي علي السكر. وبعد مرور ساعة يتم إجراء اختبار دم لقياس مستوى السكر في الدم. إذا كان معدل السكر في الدم أكبر من 140 ملغم/ دل (mg/dl)، فهذا دليل على الإصابة السكري الحملي. وتم إعادة الإختبار بعد ذلك لتأكد من وجود السكري الحملي أم لا.
يتم إعادة الفحص الإضافي حيث تصوم السيدة الحامل لثماني ساعات، ثم تشرب كمية من محلول حلو المذاق به تركيز أعلى من الجلوكوز، ثم يقاس معدل السكر في الدم كل ساعة، على مدار ثلاث ساعات.
فحوصات الكشف لمقدمات السكر
بناءا علي التوصيات المقدمة من الكلية الأمريكية لعلم الغدد الصماء (الجهاز الهرموني – Endocrinology)، بإجراء الفحوصات اللازم للكشف عن “مقدمات السكر” لأي شخص لديه تاريخ عائلي من مرض السكري من النوع الثاني، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من فرط السمنة أو الأشخاص المصابين بالمتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome).
