مفهوم البيعة في الحديث الشريف
مفهوم البيعة في الحديث الشريف
البيعة في الحديث ، نرى أسلوبا جديدا للبيعة بين الرسول الكريم والأنصار: «عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله جماعة من أصحابه ، بایعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا ، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك .
فوائد البيعة
وهكذا تمتد البيعة في شمولها حتى تضع الشروط والحالات وتعالج الوهن والتراخي، فتأخذ أجواء النفس ومواطن الضعف، وحالات التردد ونوازع الرغبة
فترد ذلك كله بقوة وحزم أو وضوح وجلاء إلى نهج العقيدة وجذور الإيمان ، وحديث آخر عن عبادة بن الصامت قال : « بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى الأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نكون أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم».
فالبيعة إذن ليست في حالة البيسر والنشاط والرضا، ولكنها كذلك في العسر ، والمكره وعلى الأثرة وعلى قول الحق ، وحالة أخرى من حالات الضعف : عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة – رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده، ورجل حلف على سلعة بعد العصر یعنی کاذب ، ورجل بايع إماما فإن أعطاه وفى له وإن لم يعطه لم يف له.
فهذه مدرسة النبوة، تأخذ هذه الحالة من النفس البشرية ، حين تعلق وفاءها ببيعتها على عطاء الإمام، فإن أعطی وفي له، وإن لم يعط لم يفي له ، ارتبط بالمصلحة الذاتية واستغلال رخيص لأمر عظيم ، وفي صورة مريعة مقزعة : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة».
نصوص البيعة
فما تركت نصوص البيعة إذن منفذا لهوى أو هوان، أو ضعف أو خذلان، إلا أن ينكشف على حقيقته ، فهذه الآيات الشريفة تبين لنا أن هذه القواعد كلها تخرج من مشكاة واحدة نورا وهداية
تتناسق فيما بينهما دون أي تعارين ، وأول صورة للبيعة انطلق بها المسلمون وانطلقت بها دعوة الله هي : بيعة العقبة : ولقد زخرت كتب السيرة بنصوصها وما أجلها من نصوص
ولم تكن نصوص البيعة الثانية تدور حول غنيمة في حرب أو ريح في تجارة دنيوية أو منصب وزعامة أو جولة انتخابات و ریاسة، إنها لم تكن المسلسل بشئ من ذلك أبدا ولننظر : علام كانوا يتعاهدون ؟
قال رسول الله : أبايعكم على أن تمنعون ما ان الدعوة في تلك الفترة – فترة صدود قريش وتعذيبها للمؤمنين ، تضرب أمور كثيرة، وتحتل قواع وأسس فماذا قالت الأنصار
قالت: فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى ق وتدعنا فمع البسمة المطمئنة التي أضاءت وجه الرسول انطلقت كلمات العهد الموثق والإيمان الثابت والحق اليقين
انطلقت كلمات لتطمئن القلوب وتثبت العهود ، قال : «بل الدم الدم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم و سالم من سالمتم»
ما أعظمها من كلمات صادقة انطلقت لتشق طريق الدعوة إلى الله شقة بين صخور قریش و سدود الكافرين ومع وقفة أفزعت في هذه البيعة «فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك ؟ »
قد يهمك ايضاً :