موقعة نهاوند: فتح الفتوح ۲۱هـ / ۱۹۲م
موقعة نهاوند: فتح الفتوح ۲۱هـ / ۱۹۲م ، واصل جنود المسلمين انتصاراتهم على الفرس، فأحرروا نصرا مؤزرا عليهم في الولاء في 16ه / ۶۳۷ م، ثم واصلوا عمليات فتح بلاد الفرس ففتحوا الأهواز، وتستر والسوس وصالحوا أهل جندي سابور.
وفي عام ۲۱ه / 147م فتح الله على المسلمين نهاوند حيث اجتمعت ملوك الفرس بها لضرب المسلمين وقد توغلوا في أرض فارس و بعد عنهم المدن والأقوات.
وكان على رأس أجناد المسلمين في هذه المعركة النعمان بن مقرن فقاتل بجيوش المسلمين الفرس حتی قتل ، فأخذ القيادة من بعده أخوه سويد بن مقرن.
حصار المسلمين للفرس
وحاصر المسلمون الفرس حصارا طويلا في موقعة نهاوند لاقي فيه جند المسلمين الكثير من الأهوال، وقاسوا من قلة المدد والعون الشيء الكثير،
وبعد صبر طويل ومثابرة مستميتة فتح الله على المسلمين في موقعة نهاوند ، فكانت الفتح الأكبر، وغنم المسلمون منها الغنائم وأسروا الأسرى
وفر كسرى يزدجرد إلى مرو وظل بها حتی قتل، وواصلت أجناد المسلمين انتصاراتها في بلاد فارس حتى تم خضوعها جميعا للسيادة الإسلامية
ودخل أهلها في الإسلام، واستقر الإسلام فيها ، وعاش من بقي على دينه في ظل تسامح الإسلام وحمايته، وغدت أرض فارس أرضا إسلامية، وأسهم أهله في نشر الإسلام والحفاظ عليه.
فتوحات العراق
وبهذا يتم للمسلمين في عهد الفاروق رضي الله عنه فتح بلاد الشام ومصر والعراق ، وتكون الفتوح الإسلامية فاتحة خير على سكان تلك المناطق، ليكون أبناؤها خير عون ومساندة لنشر الإسلام والحضارة الإسلامية.
ولقد أولى الفاروق رضي الله عنه هذه الأمصار عنايته الفائقة فنظر في أحوالها وأحوال أهلها، وانتقی من يتولى أمرها من قواده
الذين يستطيعون الرقي بتلك الأمصار وإيصال رسالة الإسلام الحقيقية إليها ليشعر أهلها بروح هذا الدين من التسامح والعدل والحرية.
ولقد شملت سياسة الفاروق لتطوير الدولة الإسلامية أمصار المسلمين، فكان إنشاء الكوفة والبصرة مراکز عربية إسلامية في العراق
لنشر اللغة العربية والحضارة الإسلامية، وحماية الدين ونشره، وعمل على احترام أهل البلاد المفتوحة في إدارة دواوينهم، وتملك أراضيهم وزراعتها
إيمانا منه بحق من يزرع في أن يملك أرضه، وحفاظا على ثروات البلاد المفتوحة خشية تبددها وضياعها، خاصة وأن المسلمين حين فتحوا تلك البلدان لم يفتحوها بقصد التملك أو الثراء، وإنما كان فتحها جزءا من رسالة الإسلام وجهاد في سبيل انشره.
وهو حين نظر في قضية العدل جعلها عامة بين المسلمين فالعدالة بين الناس واجب الخليفة كما هي ** وامرائه ومن هنا كان تشدده في اختيار الولاة ، وكان تشدده في محاسبتهم
ومن هنا كان والی مسئولية مباشرة أمام خليفة المسلمين، وعليه حماية رعايا إقليمه من المسلمين وغير إلى ذلك فهو مسئول عن جباية الخراج والجزية وفق أحوال الإقليم من ميسرة أو معسرة المسلمين
وبالاضافة إلى ذلك فهو مسئول عن جباية اخراج على الناس، ومن زيادة أو نقصان في مصادر المياه .
قد يهمك ايضاً :