موقف الاسلام من الديمقراطية وحقوق الانسان
جدول المحتوى
موقف الاسلام من الديمقراطية وحقوق الانسان
ما موقف الاسلام من الديمقراطية وحقوق الانسان ؟
۱- الإسلام أول من نادي بحقوق الإنسان وشدد على ضرورة حمايتها
وكل دارس للشريعة الإسلامية يعلم أن لها مقاصد تتمثل في عباية حياة الإنسان ودينه وعقله وماله وأسرته. والتاريخ الإسلامي سجل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مواجهته الحاسمة لانتهاك حقوق الإنسان
وقوله في ذلك: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!،.
۲- تنبني حقوق الإنسان في الإسلام على مبدأين أساسيين هما :
مبدأ المساواة بين كل بني الإنسان، ومبدأ الحرية لكل البشر. ويؤسس الإسلام مبدأ المساوة على قاعدتين راسخنين هما: وحدة الأصل البشري
وشمول الكرامة الإنسانية لكل البشر. أما وحدة الأصل البشري فإن الإسلام يعبر عنها بأن الله قد خلق الناس جميعا من نفس واحدة.
فالجميع إخوة في أسرة إنسانية كبيرة لا مجال فيها لامتيازات طبقية. والاختلافات بين البشر لا تمس جوهر الإنسان الذي هو واحد لدى كل البشر.
ومن هنا فهذه الاختلافات ينبغي- كما يشير القرآن الكريم أن تكون دافعا إلى التعارف والتآلف والتعاون بين الناس وليس منطلقا للنزاع والشقاق : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [الحجرات: ۱۳]
أما القاعدة الأخرى للمساواة فهى شمول الكرامة الإنسانية لكل البشر.
وقد نص القرآن على ذلك في قوله: (ولقد كرمنا بني آدم )
فالإنسان بهذا التكريم جعله الله خليفة في الأرض، وأسجد له ملائكته، وجعله سيدا في هذا الكون، وسخر له ما في السموات وما في الأرض.
فالإنسان بذلك له مكانته ومكانه الفضل بين الخلق جميعا. وقد منح الله هذه الكرامة لكل الناس بلا استثناء؛ لتكون سياجا من
الحصانة و الحماية لكل فرد من أفراد الإنسان، لا فرق بين غني وفقير وحاكی ومحكوم، فالجميع أمام الله وأمام القانون وفي الحقوق العامة سواء.
أما المبدأ الثاني الذي ترتكز عليه حقوق الإنسان
فهو مبدأ الحرية فقد جعل الله الإنسان كائنا مكلفا ومسئولا عن عمارة الأرض وبناء الحضارة الإنسانية. وليست هناك مسئولية دون حرية، حتى في قضية الإيمان والكفر التي جعلها الله مرتبطة شيئة الإنسان
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [الكهف:۲۹]. وهكذا تشمل الحرية كل الحريات الإنسانية دينية كانت أم سياسية أم فكرية أم مدنية. .
٣- الحكم في تعاليم الإسلام
لا بد أن يقوم على أساس من العدل” والشورى. وقد أمر الله الناس في القرآن بالعدل وألزمهم بتطيقه فإن الله يأمر بالعدل والإحسان } [النحل:90]،
( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) [النساء:58] والآيات في ذلك كثيرة. أما الشوری فهی مبدا أساسي ملزم. وكان النبي * يستشير أصحابه ويأخذ برأي الأغلبية وإن كان مخالفا لرأيه.
وأظهر مثل على ذلك خروج المسلمين إلى غزوة أحد، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم بری عدم الخروج، ولكن الأكثرية كانت ترى الخروج.
فنزل على رأيهم وخرج، وكانت الهزية للمسلمين. ومع ذلك شدد القرآن على ضرورة الشورى، فقال مخاطبا النبي: واعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر [آل عمران: ۱۰۹].
قد يهمك ايضاً :