نتائج الفتوحات الاسلامية في عهد ابي بكر ( الجزء الثالث )
ثالثا – اظهر الشوری :
نتائج الفتوحات ، التزم الخليفة الصالح أبو بكر رضي الله عنه، بمفهوم الشوری قولا وعملا، وأوصي به ولاته وعماله وكان بعث أسامة بن زيد إلى الشام أصدق دليل على ممارسة الشورى وفي هذا رأى كبار المهاجرين رأيا
ورأى خليفة رسول الله رأيا آخر، ودارت الشورى على هذه الصورة مستوفية لشروط النصيحة الأمينة وأسس الرأي، فما تحولت الشورى إلى جدل ومراء
ولا إلى فتنة وشقاق ولا إلى مكابرة واستعلاء لأن المسلمين جميعهم أنقادوا لرأي خليفة رسول الله، والتزموا به بعد أن دارت الشورى، ووضحت الآراء، وعرفوا أن خليفة رسول الله معتمدا على الله وأمر رسول الله .
المشورة في غزو الروم :
وهذا مظهر آخر من مظاهر الحضارة الإسلامية في عهد أبي بكر رضي الله عنه وهو المشورة في غزو الروم، ذلك أن أبا بكر لما أراد غزو الروم
دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه الأنصار والمهاجرين من أهل بدر وغيرهم رضي الله عنه فدخلوا عليه
فقال أبو بكر رضي الله عنه: «إن الله عز وجل لاتحصی نعماؤه ولا تليغرامها الأعمال فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم، وهداكم للإسلام، ونفى عنكم الشيطان فليس يطمع أن تشركوا به
ولا تتخذوا إلها غيره، فالعرب اليوم بنو أم وأب ، وقد رأيت أن أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته هي العليا مع أن المسلمين في ذالك الحظ الأوفي
لأن من هلك منهم هلك شهيدا وما عند الله خير للأبرار، ومن عاش عاش مدافع عن الدين مستوجب على الله ثواب المجاهدين ، وهذا رأيي الذي رأيته ، فليشر امرؤ على برأيه
عبارة على بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال : أرى إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله فقال أبو بكر رضي الله عنه : بشرك الله خيرا، من أين علمت بذلك ؟ قال : سمعت رسول الله : «لا يزال هذا الدين ظاهرة على كل من ناوأه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون»..
مكانة الشورى في الرأي
ايضاً من نتائج الفتوحات ، هذه الصورة المشرفة الأخرى للشورى تدور بين الجماعة المؤمنة ، ترى من خلالها عطر الإيمان مع كل حركة ، وصدق النية مع كل كلمة، ومضاء العزيمة مع كل همة، وما أحوجنا نحن العرب الآن إلى مثل هذه المواقف
نوحد صفوفنا، ونشد من أزرنا ضده أعداء الإنسانية والإسلام.
وبعد أن اطمأن أبو بكر رضي الله عنه إلى رأى الصحابة قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلی على نبيه ، ثم قال : «أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام، وأكرمكم بالجهاد
وفضلكم بهذا الدين، فتجهزوا عباد الله فإني مؤمر عليكم أمراء، وعاقد لكم ألوية، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم التحسن نيتكم وأشربتكم وأطعمتكم فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»
قد يهمك ايضاً :