هل الايمان بالقدر يعني القهر والجبره ؟
الايمان بالقدر لا يعني القهر والجبره
الايمان بالقدر ، يزعم بعض المنحرفين أن الإيمان بالقدر يستلزم الإيمان بكون الإنسان مجبور ومرغم وملغي الإرادة فيما يأتي وفيما يدع من إرادات وأفعال
وهو زعم باطل وادعاء كاذب والدليل القاطع على كذب هذا به الإنسان ويشعر به شعورا واضحا من أن له مشيئة وإرادة يخ ر به و انا الشي أو ذاك
وإحساسه بأنه إن اختار فعلا وعزم عليه فإنه باستطاعته أن يفعله وإن اختار ترکه فباستطاعته أن يتركه… هذا الشعور الواضح بحرية الإنسان واختياره في إيجاد الأفعال
أو ترکها هو الدليل الذي لا دليل بعده على أن الإنسان ليس مجبورا ولا مرغمة ولا ملغي الإرادة فيما يأتي وفيما يدع من أفعاله الاختيارية.
وإذا كان الإنسان حرا مختارة في أفعاله فليس له أن يحتج بالقضاء والقدر لا قبل وقوع الفعل ولا بعده
فلا يجوز أن يقول شخص مثلا: إن الله قدر علي أن أشرب الخمر ثم يتخذ من ذلك القول مبررا لأن يقترف هذا الإثم، أو يقول بعد شربه الخمر هذا ما قدره الله علي ليبرر تصرفه
ويتحلل من المسؤلية الشرعية. ففي كلا الحالين لايصح احتجاج العبد بالقدر أو التعلل به، لأنه لا يدري ماذا قدر عليه حتى يحتج به.
والقدر سر محجوب عن البعد لا يعلمه ولا يدريه من قريب ولا من بعيد، فكيف يمكن أن يتخذ المجهول الذي لا يعرف حجة أو تغلة لاقتراف الذنوب والآثام؟
إن هذه الذنوب والآثام إنما تقترف – حين تقترف – نتيجة اتباع الهوى والشيطان، وكل ذلك إنما يحدث عن اختيار الإنسان وقراره عن رضي وإرادة ومشيئة لسلوك طريق الشر والانحراف عن طريق الخير
ومن هنا كان الاحتجاج بالقدر اجتراء على الله تعالى وافتراء عليه
القران الكريم
وقد ذم القرآن الكريم من احتج بالقدر وتعلل به من المشركين، وود احتجاجهم بالقدر بأنه ضرب من الكذب والجهل والتخرص بالباطل، فقال و سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ( الأنعام )
وإذن فموقف الإنسان في الإسلام هو موقف : المسئولية الكاملة عن كل ما يصدر عنه من فعل أو سلوك أو تصرف، وأنه لولاحرية الإنسان واختياره واستعداده التام
لأن يكون خيرا وأن يكون شريرة لفقدت المسئولية الشرعية كل مبرراتها التي فصلها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأصبحت غير ذات موضوع المسئولية والحرية أمران لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر
ومسئولية الإنسان المسلوب الحرية ظلم وإرهاق وإعنات، والله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وعلى عباده ونهی عن اقترافه
فقال في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا … (49). وقال في كتابه الكريم : ( وما ربك بظلام للعبيد و فصلته ، ويقول : وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم هود
إلى آيات أخرى كثيرة تعتبر من قواطع الأدلة على استحالة وقوع الظلم من الله تعالى وإذا ثبت أن العدل المطلق من صفاته تعالى وأنه لا يظلم مثقال ذرة وأنه قد أوقف الإنسان موقف المسئولية
فلابد أن تثبت حرية الإنسان وتثبت إرادته واختياره ومشيئته في جميع أفعاله التي لا يكون فيها مرغما ولا مكروها ولا نعطرة وبعبارة مختصرة: في جميع أفعاله الاختيارية.
توصيف هذه الحرية والاختلاف في تحديد مظهرها
1- قدرة العبد الحادثة واستقلالها في إيجاده لأفعال الخير والشر.
۲- أو مجرد مقارنة القدرة الحادثة للقدرة القديمة.
۳- أو أثر القدرة الحادثة في وصف الفعل لا في أصل الفعل.
4 – أو إرادة الإنسان الجزئية وتوجيهها للارادة الكلية الحنونه له ننالی.
5 – أو ارتباط الإرادة الحرة للإنسان بالأسباب الخارجية التي تجري على سنة لا تتغير
ولا تتبدل.
6- أو التوفيق بين إرادتين الله تعالى : إرادة كونية عامة وشاملة، وإرادة شرعية تكليفية ملازمة لأمره ومحبته ورضاه .
فكل ذلك تفسير عقلي طرحه أئمة الفكر الإسلامي ليتغلبوا به على الصعوبات الذهنية التي تثيرها المعالجة العقلية الخالصة لقضية المسئولية والجزاء في ضوء الإيمان بأصل القدر
قد يهمك ايضاً: