دعاء قبل المغرب مستجاب وفضله عظيم
جدول المحتوى
دعاء قبل المغرب مستجاب
الدعاء هو أساس العبادة، فالتقرب إلى الله بالخشوع والدعاء والتذلل له، يُعد من أعظم العبادات التي يقوم بها العبد، ودعاء قبل المغرب مستجاب من الأمور التي يتمنى أن يدركها الإنسان.
وللدعاء إلى الله فضل عظيم، وقد ورد فضل الدعاء في الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم، لما له من أجر عظيم، فهي أحب العبادات التي يقوم بها الإنسان إلى الله.
أفضل دعاء
يُعد الدعاء من العبادات التي يمكن للإنسان أن يقوم بها، دون الحاجة لصيغة معينة للدعوة بها، فقال الله تعالى: “أدعوني استجب لكم”، أي أن أي شيء يشعر به الإنسان وله فيه حاجة عند الله، يستطيع أن يناجي بها ربه ويدعوه بها، خاصة عند أوقات الاستجابة.
ويعرض موقع نادي العرب أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الإنسان ربه، هي ما وردت في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم، التي تشمل الخير للإنسان في دنياه وآخرته معًا، ومنها:
- قول الله تعالى في الآية 201 من سورة البقرة: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
- وروىالترمذي وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَفْضَلُ الذِّكْرِ “لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ “، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: “الْحَمْدُ للهِ” حسنه الألباني.
- كما قال صلى الله عليه وسلم:مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ” رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الألباني.
- وعَنْعَائِشَة رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي”اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي” رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
دعاء قبل المغرب مستجاب
شرع الله الدعاء له في جميع الأوقات، أما بالنسبة إلى دعاء قبل المغرب مستجاب، قال الله سبحانه وتعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” سورة البقرة، الآية 186.
وجاء تفسير هذه الآية في كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي، أن بعض الصحابة سألوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أقريبٌ ربُّنا فنناجيَه أم بعيدٌ فنناديَه؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية وقوله تعالى: “فإني قريبٌ” تعني: قربه بالعلم، “أجيب” بمعنى أسمع، “دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي” أَيْ: فليجيبوني بالطَّاعة وتصديق الرُّسل “وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” ليكونوا على رجاءٍ من إصابة الرُّشد.
فلم يرد في الإسلام دعاء قبل المغرب مستجاب بشكل معين، ولكن ورد فضل توقيت قبل المغرب في استجابة الدعاء، خاصة الساعة التي تسبق المغرب يوم الجمعة كما جاء في الحديث الشريف، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها” رواه البخاري ومسلم.
واختلف العلماء في تحديد هذه الساعة لاختلاف الأحاديث عنها، حيث جاءت بعض الروايات على أنها من حين صعود الإمام إلى أن تُقضى الصلاة، وفي بعض الآخر أنها أخر ساعة بعد العصر.
أحاديث غير صحيحة عن تحديد دعاء معين وقت المغرب
فعَنْ أبي كثير مولى أم سلمة، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِب :
“اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ: فَاغْفِرْ لِي” رواه عن أبي كثير ثلاثة من الرواة، وهم :
- عبد الرحمن بن إسحاق: أخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف”، وعبد بن حميد، والطبراني في “المعجم الكبير”
- القاسم بن معن المسعودي: رواه أبو داود، والبيهقي في “السنن الكبرى”.
- حفصة بنت أبي كثير: رواه الترمذي.
وأبو كثير مولى أم سلمة ليس فيه تعديل ولا تجريح، بل قال الترمذي: إنه لا يعرفه، ولذلك حكم بعض أهل العلم على الحديث بالضعف قال الترمذي رحمه الله: “حديث غريب”، وقال الشيخ الألباني رحمه الله: “هذا الحديث لا يجوز نشره بين الأمة إلا مع بيان حاله من الضعف” (كتاب تمام المنة)، وانظر “ضعيف أبي داود”، وأما تصحيح الحاكم له في “المستدرك “، فقول مرجوح .
ولكن لا حرج في الدعاء بما جاء في هذا الحديث، ولكن عدم تحديده دعاء قبل المغرب مستجاب، ولا اعتقاد فضل خاص به، أو أنه من أوراد المساء الثابتة.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :وهو دعاء لا محذور فيه، لكن توقيته تعبدًا لا يصح فيه حديث، (معجم المناهي اللفظية).
ولكن توجد أدعية أذكار المساء التي يُمكن أن تقال قبل أو بعد المغرب، وهي كثيرة كما وردت في السنة النبوية الشريفة.
أذكار المساء
يمكن قراءة أذكار المساء كـ دعاء قبل المغرب مستجاب، في الفترة بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، ومن أذكار المساء التي وردت في السنة النبوية ما يلي:
- “أَمْسَيْـنا وَأَمْسـى المـلكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَهـا، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّـيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْـدَهـا، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر”.
- “رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً”، من قالها حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
- “اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر”، من قالها حين يمسي أدى شكر يومه.
- “بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم”، من قالها ثلاث مرات لم يضره من الله شيء.
- “اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ” ثلاث مرات.
- “اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر، وَالفَـقْر، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ” ثلاث مرات.
سيد الاستغفار دعاء قبل المغرب مستجاب
دعاء قبل المغرب مستجاب، فعن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قال صلى الله عليه وسلم: “سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” رواه البخاري.
الأدلة الشرعية على استجابة الدعاء
ومن الأدلة الشرعية التي وردت عن استجابة الدعاء هي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: ” اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى. (رواه النسائي والإمام أحمد).
إقرأ أيضًا: دعاء للميت في رمضان
أوقات استجابة الدعاء
قال صلى الله عليه وسلم “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفرًا” رواه أبو داود وغيره، ولكن توجد أوقات وردت في السنة النبوية عن تأكيد استجابة الدعاء بها وهي:
- الثلث الأخير من الليل.
- عند الأذان.
- بين الأذان والإقامة.
- أدبار الصلوات.
- الساعة التي في يوم الجمعة.
- عند نزول المطر.
- عند السجود.
- عند الإفطار بعد الصيام.