اللهم إني أسألك باسمك الأعظم | أسماء الله الحسنى
جدول المحتوى
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم … يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180]؛ فلله أسماءٌ حسنى لا يحصي عددها أحد من خلقه؛ ولكن أخبرنا ببعض منها في كتابه، أو على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو أخبرها بعض ملائكته.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم
ومن هذه الأسماء اسمه الأعظم الذي اختصه الله عز وجل بإجابة الدعوة، والذي لم يُعلمه إلا لخاصة خلقه.
أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى هي أسماء سمى الله بها نفسه في كتبه التي أنزلها على رسله، أو على ألسنتهم، وهناك أسماء استأثر بعلمها عنده ولم يخبر بها أحدًا، وهي أسماء مشتملة على صفات الكمال، وقد بلغت هذه الأسماء مبلغ الحسن.
وأسماء الله الحسنى أنزلها الله لنمدحه ونحمده ونمجده ونثني عليه بها، وعددها المعروف لدينا الذي أعلمنا الله إياهم هو 99 اسمًا كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة»، وقال الله في كتابه العزيز: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾[طه:8].
لماذا علينا معرفة وفهم معاني أسماء الله الحسنى؟
معرفة وفهم أسماء الله الحسنى لها كثير من الفوائد والمنافع التي تعود علينا بكل خير، منها:
– أنها من أهم وأعظم الأسباب لدخول الجنة: فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة»، والإحصاء هنا يكون:
– بمعرفة ألفاظها ومعانيها.
– ويأتي أيضًا بدعاء الله بها، كما قال في كتابه العزيز: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾[الأعراف:180].
أنها طريق رئيسي لمعرفة الله عز وجل: ومعرفة الله تكون:
- بالإقرار بوحدانيته وألوهيته وعدم الشرك به.
- وتكون أيضًا بتعلق القلب به، والشوق إلى لقائه.
- وتكون كذلك بمراقبته في جميع الأقوال والأفعال، وامتثال ما أمرنا به، وننتهي عما نهانا عنه.
أنها أصل جميع العبادات: فالعبادات هي أفعال وأوامر أمرنا الله بامتثالها، ونواهي نهانا عن فعلها، فلا تكون هذه العبادات على الوجه الذي الأكمل الذي أمرنا الله به إلا بمعرفة أسماء الله تعالى وصفاته العلا وإحصاء معانيها.
أن الله تعالى يحب من يحب أسمائه وصفاته: فمن منا يعرف الله حق معرفته ولا يحبه، فإذا أحب العبد الله اجتهد وعمل بكامل طاقته في طاعته، واشتاق إلى لقائه، ونتيجة ذلك أن الله يحبه، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها كما جاء في الحديث القدسي فيما حدَّث عن رب العزة سبحانه.
أنها تورث الخشية والخوف من الله: فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: “كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار بالله جهلًا”.
فالذي يعرف الله حق معرفته بمعرفة أسمائه وصفاته العلا كان أكثر خوفًا وخشيةً من الله؛ لأنه بذلك يكون أعرف وأعلم بالله، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية».
طريق للبعد عن الذنوب والمعاصي
وتؤدي إلى الإقبال على الطاعات وعلى ما أمر به الله: كمثل مَن كان له رئيس في عمله حازم وشديد عمل على إرضائه وإتقان عمله والبعد عن الكسل والخمول حتى يحظى عنده بدرجة أعلى.
ولله المثل الأعلى في ذلك، فمن عرف من صفات الله القوي والجبار شديد العقاب سريع الحساب اجتهد في طاعته، واجتنب نهيه.
أنها طريق للتحلي بصفاته: فالله تعالى يحب من عباده من يتحلى بصفاته على الصورة التي تليق بهم، فمثلًا الله:
- رحمن رحيم: فهو يحب الذين يرحمون الناس.
- كريم: فهو يحب الذين يتصدقون على الناس ويكرمونهم.
- شكور: فهو يحب الذين يشكرونه على نعمه، ويشكرون الناس إذا فعلوا لهم ما يوجب شكرهم.
- صبور: فهو يحب الذين يصبرون عند وقوع المصائب.
- محسن: فهو يحب الذين يحسنون على الناس، أو يحسنون في عباداتهم أي: يتقنونها ويعملونها على الوجه الأكمل الذي يرضيه.
- عفو: فهو يحب الذين يعفون عن الناس.
- تواب: فهو يحب التوابين الذين كلما فعلوا ذنبًا أو معصية تابوا إلى الله.
وغيرها من الأسماء والصفات التي سماها ووصف الله بها نفسه وأحب من عباده من يتخلق بها بما يليق بهم.
أنها طريق لإصلاح القلوب، وتزكية النفوس: وإصلاح القلب وتزكية النفس هي ما أمر الله به عباده عن طريق أنبيائه، فقال عن رسالة وبعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾[الجمعة:2]، وقال عن رسالة سيدنا موسى حينما دعا فرعون: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى﴾[النازعات:18].
وعندما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما تزكية المرء نفسه يا رسول الله؟ قال له: «يعلم أن الله معه حيث كان».
أهم وأعظم أسباب إجابة الدعاء
فلما قال الله عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180] كان هذا أمر منه أن ندعوه بأسمائه الحسنى، ووعدنا بإجابة دعاءنا، فبدلًا من أن نقول:
“اللهم ارحمنا” نقول: “اللهم يا رحيم ارحمنا”.
“اللهم اغفر لنا” نقول: “اللهم يا غفور اغفر لنا”.
“اللهم تب علينا” نقول: “اللهم يا تواب تب علينا”.
“اللهم ارزقني” نقول: “اللهم يا رزاق ارزقنا”.
فالدعوة تكون أسرع في الإجابة وأقوى إذا دعا العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
وغير ذلك من الفوائد والنفع الذي يعود على العبد من إحصائه ومعرفته بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
اللهم إني أسألك باسم الأعظم
هناك سؤال يشغل بال الكثير من الناس: ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى؟
كما قلنا في السابق: لقد اختص الله من أسمائه الحسنى وصفاته العلا اسمًا أعظمًا لم يعلمه إلا خاصة خلقه من الملائكة والأنبياء وعباده المؤمنين به.
ولقد كثرت إجابات وأقوال العلماء استشهادًا بأحاديث جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، منها:
– أنه ذات مرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسًا وكان رجلًا يصلي ثم جلس ودعا “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا باسم الله العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى».
– وحُكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلًا يقول: “اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد” فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد سألتَ الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب».
– وقال في حديث آخر: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾[البقرة:163]، وفاتحة سورة آل عمران ﴿الم (1) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[آل عمران:2،1]».
ولذلك نقول في دعائنا الذي نرجو الله أن يجيبه: “اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك………”.
وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم” وللمزيد يمكنكم متابعة موقعنا.