متى يموت الانسان وهو على قيد الحياة ؟
جدول المحتوى
متى يموت الانسان وهو على قيد الحياة ؟
ينشأ كل إنسان في ظروف مختلفة عن الآخر، والكل يتفاعل مع كل ما يحيط به من بيئة وأشخاص أخذًا وعطاء، و يؤثر في بيئته فـ متى يموت الانسان وهو على قيد الحياة ؟
السعادة رزق سهل ولكنه قد يكون ممتنع
لا يختار أحدًا منا أهله ولا أقاربه، ولكننا نختار أصدقاءنا، لذا عندما نصدم في صديق تكون خسارتنا كبيرة قد تصل لفقدان الثقة في أنفسنا، وسنة الحياة التنوع والاختلاف فكل فرد منا نشأ في بيئة مختلفة عن الآخر، حتى لو تشابهنا في عناوين السكن لكن اختلافنا في حياتنا الشخصية وما يدور داخل العائلات والمنازل شيء طبيعي.
لذلك فإن السعادة لم يحددها سكن الإنسان وشكله الخارجي من امتلاك الأموال والسيارات والعقارات، فقد يكون الشخص فقير لكنه يملك السعادة التي يفتقدها الغني، السعادة رزق ورزق ثمين كما أن المال رزق لكن شتان.
فالمال لا يشتري السعادة وإن كان يحقق جزء منها؛ لأن السعادة مستقرها القلب لا يطلع عليه أحد ولا يعلم ما به إلا خالقه وصاحبه، إذن فالسعادة هي الأثمن، فقد يمتلكها عامل نظافة ويفتقر إليها ثري، وبالتالي حالة الإنسان النفسية تتأثر بما يحيط به من بيئته.
الاكتئاب قد يفقدك معنى الحياة
قد تزداد الضغوطات ليدخل الإنسان في حالة من الاكتئاب يفقد فيها معنى الحياة ويفقد الإقبال عليها، ويشعر فيها كأنه جسد بلا روح،أنفاس تدخل وتخرج ليظل الجسد حيا، لكن الروح ترفرف كأنها تكاد أن تفارق الجسد، العديد والعديد من الأعراض النفس جسمية التي كثيرًا مايتحدث عنها علماء النفس، والتي تأتي كرد فعل غير إرادي من الجسد ليعبر عن حزن وآلام نفسية.
ويتلخص معنى أن الإنسان ميت حي في أن أفكاره عن الحياة انحصرت في مشكلة بلا حل، أو فقدان شخص عزيز بسبب الموت أو الفراق لأي سبب من الأسباب، ويصبح الإنسان رهين الموقف، كأنه مكبل نفسه في سجن الألم مُقيد النفس، فأصبح لا يرى النور حتى ولو كان ينظر في قرص الشمس.
كيف يخرج من هذا السجن النفسي، فلابد أن يخلق لنفسه هدف ليعيش من أجله، هذا الهدف سيجعل الحياة تدب بداخله من جديد، حتى تحدث اللحظة الفارقة التي يتحقق فيها الهدف، فيولد إنسان جديد قد أزاح من على أكتافه هموم الماضي وخيباته.
قيمة الحياة
قد يجهل الإنسان قيمة حياته للحظة،ولكن داخل كل منا حب دفين للحياة مهما كانت عصيبة، ولذلك تجد المنتحر عندما يبدأ في التنفيذ وحتما دخل في مرحلة الخطر، قد تجده يستغيث لأن الرغبة في الحياة غريزة، لذلك قالوا أن المنتحر لايريد أن يقتل نفسه ولكنه يريد أن يقتل شيئًا ما بداخله.
إقرأ أيضًا: معلومات عن جسم الانسان
الشدائد تشد من عزم الإنسان
الشدائد مؤلمة ولا أحد فينا يتمناها، لكنها تشد من عزم الإنسان، فيخرج منها أقوى، وقالوا عن الشدائد إما أن تخرج منها حمارًا لم يعي الدرس، وإما أن تخرج حصانًا قوياً يجري في مضمار الحياة لا تقهره أحزان ولا آلام بعد ذلك لأنه استوعب الدرس جيدًا.
فالقلوب تطمئن بذكر الله، الذكر هو حياة القلوب ومن ترك ذكر الله مات وهو على قيد الحياة فتعلق القلب بالله والتقرب منه هو أجمل ما في الحياة.
فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والقوة هنا تشمل كل ما يخص حياة الإنسان، فلابد أن تتجه وبقوة نحو كل ما يقوي نفسك وقلبك وحبك للحياة، حتى القوة المادية مطلوبة والقوة الجسدية، هكذا يريدنا الإله أقوياء لا ضعفاء، أعزاء لا أذلاء،فمن ترك نفسه لوسوسة الشيطان أضعفه وأذله وأهانه بين الناس.
القرآن أكسجين الحياة ومتنفس المؤمن
فالقرآن هو الرياض الغناء التي يحيا فيها قلب المؤمن ويستعيد قوته، لأن القرآن كلام الله الخالق الذي يعلم ما يُصلحنا، ولا شيء يصلحنا خير من كتابه وكلامه سبحانه، ونحتاج لإيماننا بالله لأنه سينجينا من أنفسنا الأمارة بالسوء، والذي من أطاعها أصبح أيضًا ميتًا وهو على قيد الحياة.
وحين يتخلى الإنسان عن إنسانيته فيصبح بلارحمة يفعل الخطأ ولا يشعر بأي تأنيب للضمير، يقسو على من حوله ولا يشعر بماذا فعلت بهم قسوته، عندما يرى الإنسان إنسانًا مثله حزين ولا يبالي بحاله، ولا يسأله ما بك، فقد يدل ذلك على انه فقد جزء من إنسانيته.
فالإنسانية فعل رحيم وقلب يشعر، لذا فليس شرطًا أن يوضع الإنسان في الأكفان لنعلم أنه مات، فكم من ميتون حولنا يذهبون ويأتون ولا يعلمون أننا نراهم أموات لعدم شعورهم بآلام من حولهم.
نداء لأحياء ميتون كل بطريقته
يا أيها المتشائم الذي كره الحياة واعتبرها هي والموت سواء، ندعوك لترى من على الأسرة البيضاء يتمنون ولو خطوة تأخذهم إليها أقدامهم لينظروا لضوء الشمس وأطياف النهار وليتنفسوا الهواء النقي خارج المشافي وروائح المعقمات.
وأنت يا قاسي القلب تأمل ولو للحظة أنك تعانيمما تفعله بالناس، فهل ستتحمل؟ من المؤكد لا، فعد إلى ربك وقلبك الذي خلقه الله على الفطرة وقد ملأه رحمة وحبًا، لا لتستأثر بهم لنفسك، ولكن لينعم بهم كل من حولك من بشر وحيوان وحتى نبات.
وفي النهاية لابد من لفتة جميلة، وهي أن هناك أموات غير موجودين بأجسادهم معنا، لكن إنسانيتهم تعيش داخل وجداننا لما تركوه داخلنا من ذكريات، نفرح حين نتذكرها ونبكي عندما نتذكر أننا فقدناهم، فهم فارقونا لكنهم يعيشون في أجمل مكان في القلب.