الدروس المستفادة من هجرة المسلمين إلى الحبشة
هجرة المسلمين إلى الحبشة
تناولنا في المواضيع السابقة هجرة المسلمين إلى الحبشة بكل جوانبها، فتناولنا الأسباب التي دفعت أصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) للهجرة واللجوء للنجاشي ملك الحبشة، كما تناولنا سبب اختيار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للحبشة بالتحديد لهجرة المسلمين إليها، وسنتعرف خلال هذا المقال الدروس المستفادة من هجرة المسلمين إلى الحبشة.
وتناولنا في الجزء الماضي موقف المشركين من قبيلة قريش حول نجاح الصحابة بالهجرة إلى الحبشة، والوفد الذي قام مشركي قريش بإرساله برئاسة عمر بن العاص لمحاولة تشويه الإسلام وسلوك الصحابة في نظر النجاشي ملك الحبشة محاولةً منهم لاسترداد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام من ملك الحبشة وعودتهم مرة أخرى لمشركي قريش.
ونتناول خلال السطور التالية الدروس المستفادة من هجرة المسلمين إلى الحبشة كون ذلك الحادث العظيم في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية يحمل الكثير من الدروس المستفادة للمسلمين.
قد يهمك:-
• سبب هجرة المسلمون إلى الحبشة
• أسباب اختيار الحبشة للهجرة إليها
• موقف قريش من هجرة المسلمين إلى الحبشة
الدروس المستفادة من هجرة المسلمين إلى الحبشة
هجرة المسلمين إلى الحبشة في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية تحمل العديد والعديد من العبر والعظات لكافة المسلمين وتتمثل الدروس المستفادة من هجرة المسلمين إلى الحبشة كالتالي:
- يكمن أهم درس من هجرة المسلمين إلى الحبشة في ثبات الصحابة رضوان الله عليهم وتمسكهم بدعوة الإسلام في ظل كل أنواع التعذيب والاضطهاد الذي لاقوه على ايدي مشركي قريش.
- يجب توظيف كل القيم والامكانيات والمكتسبات مثل النفس، الوطن، المال والأرض لنشر الدين ونصرته ليكون دين الإسلام هو دين الله على الأرض.
- مفارقة الأوطان والهجرة تمثل نوعاً شديداً من أنواع الألم، ولكن هجرة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحبشة لم تكن للراحة أو الدعاية ولكن الهجرة إلى الحبشة كانت نوع من أنواع الاستراتيجيات لتمكين دعوة الدين الإسلامي في الأرض.
- وقوف النجاشي ملك الحبشة بجوار الصحابة المهاجرين إليه وتوفير الأمان والراحة لهم دليل على أن محمداً وعيسى (عليهم الصلاة والسلام) جاءا برسالة واحدة وهي الإيمان بالله الواحد الأحد ونبذ الشرك به سبحانه وتعالى، واستقر نور الايمان بالإسلام داخل النجاشي ملك الحبشة ودخل في دين الإسلام قبل موته.
- يجوز للمسلم الدخول في حماية المشرك أو أهل الكتاب إذا دعته الضرورة القصوى لذلك ولكن بشرط ألا يؤثر ذلك على عقيدة المسلم ودون التنازل عن أياً من أحكام التشريع التي جاءت على لسان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.