حقيقة العلاقة بين الله والانسان
حقيقة العلاقة بين الله والانسان :
ما حقيقة العلاقة بين الله والانسان ؟
١- لقد خلق الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض وسخر له الكون كله بسمائه وأرضه وما بينهما، وطلب منه عمارة الأرض، وذلك يدل على أن الله أراد للإنسان أن يكون سيدا في هذا الكون
ولكنه في الوقت نفسه مخلوق الله فلا يجوز له أن ينسى هذه الحقيقة، وبهذا المعنى فهو عبد الله . ولكن ليس معنى ذلك عبودية المذلة والاحتقار
فقد أعطى الله له الحرية كاملة لقبول طاعة الله أو عصيانه، وللإيمان أو الكفر به: ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [الكهف: ۲۹].
والحرية على النقيض تماما من العبودية :
فالإنسان دائما في موقف الاختيار، ولذلك فهو مسئول عما يفعل: ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها 4 [الجاثية:۱۰]. :
٢- لقد كرم الله الإنسان، وفضله على كثير من خلقه كما أخبر القرآن الكريم -: ولقد كرمنا بني آدم 4 [الإسراء:۷۰]، وهذه الكرامة التي منحها الله للإنسان مناقضة تماما للمذلة والاحتقار .
وعندما خلق الله الإنسان نفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة : ( فإذا سويته ونفخت فيه من وحي فقعوا له ساجدين ) [الحجر: ۲۹]
وفي هذه النفخة الروحية الإلهية تكمن العلاقة الحميمة بين الله والإنسان. فكل فرد من أفراد الإنسان يحمل في داخله شيئا من هذه النفخة الإلهية التي تشعر الإنسان بأن الله معه في كل زمان وفي كل مكان
و وهو معكم أينما كنتم [الحديد: 4].
3- يبين لنا القران الكريم أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الورید وأنه قريب يجيب دعوة من يدعوه
وأنه رحيم بعباده ، فهو أرحم الراحمين، وقد وسعت رحمته كل شيء
وإذا كان قد ورد في القرآن وصفه -سبحانه- بالجبار مرة واحدة، وبالقاهر مرتين، وبالقهار ست مرات، فقد ورد في القرآن أيضا وصفه بالرحمن سبعا وخمسين مرة
وبالر حیم مائة وخمس عشرة مرة، بالإضافة إلى البسملة في بدايات السور التي ورد فيها وصفه بالرحمن الرحيم مائة وأربع عشرة مرة
كما ورد وصفه بأنه أرحم الراحمين أربع مرات، وبأنه رءوف عشر مرات، وهذا عدا المرات الكثيرة التي أضيفت فيها الرحمة إليه. ولهذا كله دلالة عميقة على طبيعة الصلة الحميمة بين الله والإنسان
فهي صلة القرب والرحمة والاستجابة ، فالله أرحم بخلقه من الأم على ولدها. وهذا ما يشعر به كل مسلم في أعماق نفسه.
قد يهمك ايضاً :