رضا الله تعالى عن الصحابة ورضاهم عن الله تعالى ووعدهم الجنة
جدول المحتوى
عدالة الصحابة
رضا الله تعالى عن الصحابة ورضاهم عن الله تعالى ووعدهم الجنة :
عدالة الصحابة ، لقد عدل الله تعالى أصحاب رسوله محمد و زكاهم وأثنى عليهم الثناء الحسن الجميل، وبين أنهم خير الناس إلى أن تقوم الساعة لما بذلوه من أجل نصرة دين الله تعالى والدفاع عنه وافتدائه بالنفس والنفيس وتبليغه للناس.
قال مالك و يك جملگم أن وسانځواشداء على الاس ویگو الشوك عليكم شهيدأ فالأمة الإسلامية هي أفضل الأمم وأحسنها؛ وذلك لأن أوسط الشيء أحسنه وأعمله.
. قال مالك و كم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وثمون .
والخطاب في هاتين الآيتين الكريمتين وإن كان موجها إلى الأمة كلها إلا أن الصحابة ل هم المخاطبون بذلك أولا؛ لأنهم هم الموجودون وقت الخطاب. .
قال الإمام القرطبي عند تفسير قول الله تعالى:
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
فالصحابة كلهم عدول، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله. هذا مذهب أهل السنة، والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة “.
قال الإمام القرطبي:
” وإذا ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم؛ فقد روى الأئمة من حديث عمران بن حصين ه قال: قال رسول الله : « خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يونهم…»
وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل ممن بعدهم، وأن من صحب النبي ورآه ولو مرة في عمره أفضل ممن يأتي بعده، وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.
رضا الله تعالى عن الصحابة ورضاهم عن الله تعالى ووعدهم الجنة
أخبر الله تعالى في كتابه الكريم عن رضاه عن أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم ورضاهم عن الله تعالى ووعدهم جميعا الجنة وهو العليم بحقيقة أمرهم وما انطوت عليه نفوسهم
وليس بعد تعديل الله تعالى لهم تعديل؛ فتعديل الله تعالى للصحابة ليس تعديلا بالنسبة للظاهر إنما هو تعديل بالنسبة اللباطن والظاهر معا.
بل إن الله تعالى أخبر في كتابه الكريم أنه ما خلق الجنة إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
قال تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)
۞ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21)
فأنت ترى أن الله تعالى أخبر في هذه الآيات عن رضاه عن أصحاب النبي ورضاهم عن الله تعالى وهو العليم بحقيقة أمرهم وما انطوت عليه صدورهم وما سيكون منهم في مستقبل أمرهم إلى أن يفارقوا الدنيا.
بل ووعدهم جميعا الجنة ووعد الله لا يتخلف بحال من الأحوال، فالوعد بالجنة دليل على أن حال الصحابة سيظل مستقيما إلى الموت كما مر في سورة التوبة.
قد يهمك ايضاً :