محمد صل الله عليه وسلم في كفالة جده
محمد في كفالة جده ، عادت الجارية أم أيمن محمد إلى مكة والحزن يلفه ، منكس الرأس کاسف البال حزينا مهموما لفقد أمه الحبيبة
وقد زاد موت أمه من عطف جده وحدبه عليه، وكان عبد الله بن عبد المطلب قد ترك عند موته ثروة متواضعة مكونة من خمسة من الإبل وبعض الأغنام وهذه الجارية أم أيمن التي كانت في رفقة محمد وأمه في رحلتهما تلك
والتي أصبحت حاضنة محمدبعد موت أمه والتي عوضته كثيرا من حنان الأم المفقود، وهذا القدر من المال الذي تركه عبد الله لابنه محمد لا يعتبر ثروة بالمعنى المفهوم، ولا يعبر عن يسار
ولذلك تولی جده عبد المطلب کفالته ورعاية أموره التي يقصر دونها هذا القدر القليل من المال ، و كان عبد المطلب يجتهد في ألا يشعر حفيده باليتم والحرمان
ولكن عبد المطلب قد أصبح شيخا كبيرا فلم يعمر کثیرا اليكمل مسيرته في تربية حفيده والعناية به، فقد توفی عبد المطلب بعد آمنة بعامين ومحمد، لم يزل طفلا في الثامنة من عمره
وحزن محمد، حزنا شديدا على موت جده الذي كان عليه العطف كله والذي عوضه عن حنان الأب والأم جميعا وبکی محمد, بكاء مرة على جده وهو يودعه إلى مثواه الأخير .
وبعد وفاة عبد المطلب انتقل محمد, إلى كفالة عمه أبي طالب الذي ضمه إلى أولاده ، ومع أن أبا طالب كان أقل أعمام محمد, مالأ وأكثرهم عيالا ، إلا أنه كان أكثرهم حبأ محمد, وأشدهم عطفا عليه، وتولی رعايته كواحد من أبنائه تماما .
الرحلة الأولى إلى الشام
وجد محمد، من عمه أبي طالب عوضا عن جده عبد المطلب ؛ ولم يكن أبو طالب يسوی محمدا بأبنائه قط ، بل ربما كان يميزه عليهم، ولما بلغ محمد, الثانية عشرة من عمره أراد عمه أن يذهب في رحلة تجارية إلى الشام
لعل الله يفتح عليه ببعض المال الذى ييسر عليه حياته في إعالة أسرته التي زادت واحدا بانضمام محمد، إليها، وفكر أبو طالب أن يصحب محمداً معه في رحلته عدل عن هذه الفكرة خوفا عليه من وعورة الطريق وعناء السفر
لكن محمدا أبدى رغبته في مصاحبة عمه الذي لم يجد بدا من تلبية رغبة ابن أخيه وصحبه معه، وتروى بعض المصادر أن محمدا التقى في هذه الرحلة براهب نصراني يدعى بحيرى
الراهب النصراني
وناقش الراهب الصبی محمدا ورأى فيه علامة من علامات النبوة التي كان يعرفها من قراءاته في الكتب المقدسة، وعندئذ قال بحيرى لأبی طالب ناصحا إياه: «ارجع بابن أخيك هذا فسوف يكون له شأن عظيمه. .
ولعل هذا الراهب كان رجلا صالحا وخشي على محمد, من خبث اليهود ومكرهم، فهم إن رأوه فقد
قد یکون به شرأ. على كل حال وقعت كلمات الراهب من أبی طالب موقعا جميلا وفتحت في
نفسه بوارق الأمل على مستقبل ابن أخيه وشكر الراهب على هذه النصيحة ؛ وعاد بابن أخيه إلى مكة.
ده أن أبا طالب لم يصب خيرا كثيرا في هذه الرحلة ولذا لم يعد إلى مثلها، ويبدو أن الرجل كان
قليل الحظ فيما يتعلق بالعمل بالتجارة.
قد يهمك ايضاً :